محمد الشعار وتفجير خلية الأزمة
في يوم 4 شباط/ فبراير 2025 سلّم وزير الداخلية السابق في نظام الأسد نفسه للسلطات السورية الجديدة، شغل الشعار منصب وزير الداخلية في أعوام 2011 – 2018، وارتبط اسمه بخلية الأزمة التي كان الناجي الوحيد منها.
ظهر يوم الأربعاء 18 تموز/ يوليو 2012 وقع انفجار في مبنى مكتب الأمن القومي بحي الروضة وسط العاصمة دمشق في أثناء اجتماع "خلية الأزمة" أسفر عن مقتل عدد من كبار ضباط ومسؤولي النظام أبرزهم وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت ورئيس خلية الأزمة حسن تركماني، إلى جانب إصابة وزير الداخلية محمد الشعار ورئيس مكتب الأمن القومي هشام الإختيار، الذي توفي بعد يومين من التفجير.
سبق هذا التفجير عملية اختراق أخرى حاول النظام التستر عليها في 20 أيار\ مايو 2012، حين تمكن الجيش الحر من الوصول إلى مسؤول الطعام في مكتب هشام الإختيار ووضع السم في طعام الخلية خلال الاجتماع، ولكنهم نجوا من العملية.
كان هذا التفجير علامة فاصلة في تلك المرحلة من الثورة السورية، فقد كان أكبر مقتلة جماعية لكبار الضباط في نظام الأسد، فخرجت المظاهرات في المناطق السورية ليلتها احتفالًا بالتفجير، وتقدم الثوار في ضواحي دمشق ومحيطها فور انتشار الخبر، الذي بدا وقتها علامة على ترنح النظام، وزاد النظام بعد التفجير معدل المجازر الجماعية لاستعادة السيطرة في محيط دمشق، والتي كان أفظعها مذبحة داريا الكبرى بعد نحو شهر من التفجير، أصبح نمط الإبادة الجماعية هو الأقرب إلى نمط عنف النظام، وخصوصاً في محيط دمشق.
اختلفت التفسيرات والروايات حول التفجير، بين رؤية ترجح مسؤولية بشار الأسد والإيرانيين عن التفجير للتخلص من دعاة الحوار مع الثوار وتحويل الجهاز الأمني إلى إيراني الولاء٫ وبين رواية مسؤولية الثوار عن تنفيذ العملية، وهو ما أكدته شهادات موثوقة للذاكرة السورية٫ ورواية ثالثة تطرح فرضية وجود تفجير ثانٍ تحت طاولة الاجتماع تزامن مع انفجار المتفجرات التي زرعها الثوار في سقف الغرفة.
نستعرض في هذه النشرة الدورية عينة من اليوميات والشخصيات والوثائق والمقاطع والشهادات المرتبطة بتفجير خلية الأزمة في منصة الذاكرة السورية.