الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حملة المرشحين المستقلين في حلب لانتخابات مجلس الشعب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:03:24

هوية المدينة تحديداً، أكثر سؤال كان يواجهنا من قبل غالبية الناس [كانوا يقولون]: ما الذي تنتظرونه من انتخابات مجلس الشعب؟ هل من المعقول أن يسمح لكم النظام بأن تفوزوا؟ وكان ذلك الجواب الذي يواجهنا في كل مكان، وهذا يدل على إحباط الناس ونظرتهم للنظام، وهم يعرفون ماذا تعني الانتخابات، وكيف يحدث التزوير في الانتخابات، فكانت تلك العقبة الكبيرة التي تواجهنا في مخاطبتنا للناس، ونصبنا صيوان [خيمة] الحملة الانتخابية في شارع مساكن الشرطة في مكان هناك، وأصبحت هناك لقاءات يومياً، فيأتي المئات من الأشخاص إلى مكان الحملة الانتخابية. وكان اختيارنا للأشخاص من آل شويحنة وآل عزيزة... وهم محسوبون على العشائر في حلب، ولكن في نفس الوقت الأشخاص الذين اخترناهم هم من الطبقة المثقفة، وهناك الكثير من المثقفين من آل عزيزة وشويحنة وأشخاص كرام، وفي نفس الوقت، كانوا يُدعون إلى الصيوان، و[بالنسبة] لطلاب الجامعات -ونحن لنا علاقات وأنا مدرس- والكثير من الشباب الموجودين في الجامعات، كان يأتي العشرات من الطلاب الجامعيين يومياً، سواء خلال النهار أو في الأمسيات التي تُقام هناك، وتحصل على التوازي اجتماعات حتى في مكتبي في شارع النيل، حيث يأتي طلاب الجامعات، ونشرح لماذا...؟ ورؤيتنا للأمور، وما يهمنا أن يعرف الناس توجهنا، ويوجد اليوم أشخاص رشحوا أنفسهم لمجلس الشعب، فمن المؤكد أن هناك هامشاً للحديث أكثر، فلو كنت شخصاً عادياً، وتكلمت في أمور يتكلم عنها عضو مجلس شعب فستكون حتماً تحت المجهر مباشرة، وهنا الشيء الطبيعي أن تتكلم للناس عن الأشياء التي ستقدمها لهم، وعن نظرتك لسورية القادمة، ونظرتك للصناعة والزراعة والتعليم والصحة، فكانت فرصة جيدة جداً.

وزرنا شخصيات كثيرة بعضها الآن خارج سورية وبعضها توفي وبعضها لا يزال ضمن مدينة حلب، ولا نستطيع أن نفصّل في الأسماء، ولكنني أرى أن خلاصة التجربة كانت جيدة، وصحيح أنه في النهاية كانت الأصوات وحجم الأصوات التي وصلت تتراوح تقريباً حسب الشخص بين العشرين ألف صوت إلى 12 ألف صوت، وهذه نسبة كمستقلين جيدة جداً؛ لأن أعلى شخص بين المستقلين أخذ 22 ألف صوتاً، وهذه الـ 22 ألف صوتاً نحن لسنا واثقين بأنَّها صحيحة، أما ال20 ألف صوتاً التي حققناها فهي أصوات حقيقية، وهنا النظام صُدِم بهذه الأشياء، وهذه الأمور غير مسموح بها أبداً، ووُضع أمام أسمائنا مباشرة منع مغادرة البلد، وصار هناك سلسلة من الإجراءات، سأتكلم عنها لاحقاً.

وخلال تلك التجربة، استطعنا التواصل مع عدد كبير من الناس، وكانت هناك بيانات انتخابية، صدر بيان مطبوع، ووُزع للناس بأعداد كبيرة، وكانت انتخابات في مجلس الشعب تُجرى، كان كثير من المرشحين ليس لديهم بيان انتخابي، وليست لديهم رؤية، ولا يعرفون ماذا يعملون، فعندها رأوا مجموعة من الشباب المثقف يقدم رؤيته (ماذا سيطالب في الصناعة والزراعة وكل شيء)، وهذا شيء غريب. حتى الآن أذكر أنه في البيان الانتخابي تكلمنا عن المجتمع المدني، وهذا الأمر لاحقاً سئلنا عنه: ما الذي تقصدونه بالمجتمع المدني؟ ومن أين سمعتم به؟ ومن الذي قال لكم؟ وتم التركيز كثيراً على هذه العبارة: تفعيل دور المجتمع المدني في المجتمع السوري وفي سورية.

سمع الناس كلاماً جديداً ومختلفاً، ونحن في نفس الوقت خضنا التجربة، و أذكر أننا وقعنا في عثرات كثيرة، وفي يوم الانتخابات، أنت تدير عدداً كبيراً من المراكز، أنزلنا كل الشباب، ونحن متطوعون، ولا ندفع مبلغاً لأحد جالس على الصندوق، والكثير من المرشحين الآخرين يأتون بأشخاص، ويعطونهم أموال، فهي في الأصل لها تكاليف، أما الشباب الذين كانوا معنا فكلهم متطوعون، وهذا الأمر لفت نظرهم، حيث استطعنا أن نأتي بكثير من الشباب المتطوعين على الصناديق، وكانت تُدار يوم الانتخابات من مكتبي، والذي تمت مصادرته لاحقاً من قبل النظام في شارع النيل، وقد أديرت بأخطائها وإيجابياتها وسلبياتها، ولكن بالمجمل-أشعر- كان إيجابياً، وقمنا بعد صدور النتائج وعدم نجاح الشباب في الانتخابات بلقاء ودعوة في "الغاردن ستي" في مطعم الطحان على طريق دمشق، كانت دعوة عشاء لكل الشباب المتطوعين الذين كانوا معنا في الحملة، تجمّع حوالي 200 شاباً في "الغاردن سيتي"، وأُلقيت كلمات، وشكرنا الشباب على جهدهم وتعبهم، وكان هذا شيئاً ملفتاً للنظر، وأفهمنا الناس أنَّه ليس الهدف الأساسي أن ندخل، وإذا نجح أحد من الشباب فهذا شيء جيد، نحن منفتحون على العملية الديمقراطية، وهذا الذي نريده، ونريد أن تكون في سورية انتخابات حرة، ونريد تداولاً سلمياً للسلطة، ويتبدل الرئيس وأعضاء مجلس الشعب وأعضاء مجلس المدينة ولا يبقى أحد على الكرسي لفترات طويلة، ويخرج أشخاص جدد ودماء جديدة وشباب جدد يخدمون البلد والمجتمع، و كان دوراً كبير للغاية لكثير من الشباب المتطوعين العاملين في الجمعيات الخيرية، وكان العمل التطوعي قد بدأ ينشأ في سورية في تلك المرحلة بشكل قوي جداً و مميز، وجزء كبير من الثوار هم من هؤلاء الشباب (شباب التنسيقيات والمتظاهرين)، كان جزء كبير منهم من تلك الجمعيات التي ذكرت أسماءها.

بصراحة، الحملة الانتخابية لم تكلف شيئاً كثيراً، والحملات الانتخابية تُكلف عادة، يقومون بدعوات غداء وعشاء، ويجمعون الناس، ويوزعون لهم طعاماً، وكأنها محاولة لشراء ذمم الكثير من الناس مع الأسف، موّلت الحملة بأقل تمويل ممكن، وكله كان من أموال تدفع من جيوبنا وجيوب أصدقائنا، واللافتات التي وُضعت في أحياء مختلفة من المدينة كانت كلها تقدمة من الأصدقاء، فأنا كنت أصنع عدداً من اللوحات وصديق آخر قد يقدم ما يشبه الهدايا للمرشحين، ونحن لم نتكلف مبالغ كبيرة على هذا العمل أبداً.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/23

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/66-06/

رقم المقطع

06

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2007

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-شارع النيل

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة