واقع الكلية الحربية والتمييز الطائفي فيها
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:35:13
طبعًا أيضًا من ضمن الممارسات، كان يوجد طلاب سودانيون وطلاب يمنيون يأتون إلى الكلية الحربية، فأحد طلاب الضباط المتقدمين كان يعاقب الطالب اليمني، ويقول له: من هو ربك؟ واليمني يجيب ويقول له: ربي هو الله، والعسكري الطالب الضابط كان يقوم بعقاب اليمني، ويريده أن يعترف أن المتقدم هو الله، واليمني لا يعترف بذلك.
في أحد المواقف في شهر رمضان، يتم تسجيل الطلاب الضباط من أجل الصيام، فيخرج العلويون على السحور، يقومون بمعاقبة الطلاب الضباط الصائمين على السحور، ومن ثم أثناء إفطار المفطرين، الصائمون يذهبون إلى المهجع، يتم معاقبتهم إلى أن يخرج المفطرون إلى المهجع، وأثناء الظهر الطلاب الصائمون ليس لديهم برنامج غداء، ويتم عقابهم إلى أن يخرج المفطرون.
العقاب بكل شيء؛ عقاب بالشورت (سروال قصير) وبالشتائم والكفر، وأنتم الطلاب الصائمون إلى جنب (يأمرونهم بالوقوف جانبًا ليعاقبوهم)، ويخرج الطلاب الصائمون، ويبدأ العقاب للطلاب الصائمين، حتى يجبر الصائم على الإفطار، ويلغي برنامج الصيام، ويكون مفطرًا يرتاح مع المفطرين، لأن الصائمين عقابهم سحورًا، وعقابهم فطورًا بالنسبة للمفطرين، عقابهم غداءً لأنهم ليسوا مفطرين، وعقابهم عشاءً رغم أنه لا يوجد أوامر بذلك، ولكن يوجد موافقة على ذلك، يوجد موافقة على عقاب الصائمين، وتسجيل أسماء الصائمين، والصائمون يجب أن يتم تسجيل أسمائهم، وتذهب إلى ضابط الأمن، حتى يتم وضعها في سجلاتهم. وكل هذه الممارسات كانت خلال الكلية الحربية، ولكن كيف وصل الطالب السني إلى الكلية الحربية؟ هناك دراسات كثيرة للطلاب، فالطالب بعد أن يقوم بتقديم الشهادة، وأنه غير محكوم، ويقدم طلب الانتساب، تبدأ الدراسات، هناك 3 فروع تبدأ بالدراسة للطالب وهو في الثانوية، الأمن السياسي والأمن العسكري وأمن الدولة، وكل فرع يقوم بدراسة للمختار وأمين الفرقة، وهذه الدراسة لكل فرع 3 بـ 3 بـ 3 تعادل 9، والـ9 يجب أن تكون متطابقةً تطابقًا كاملًا، وإلا أي خلاف في هذه الدراسات يتمّ إلغاء شهادة الطالب أو تطوعه، أو إلغاء مستقبله بشكل كامل، والذي يقوم بالدراسة قد يكون رقيبًا في المخابرات أو مساعدًا أول.
هناك طرق لنجاح الطالب، إذا كان رقيبًا أو مساعدًا يتم تقديم الرِّشى لهم من أجل تعديل الدراسة، يعني [في حال أن] هناك طالب عليه خلافات ومشاكل وغير متزن، يتم دفع الرِّشى.
بالنسبة لي، لو علمت المخابرات أن لدي خال -هو شقيق والدتي-، أنه ذهب [إلى المعتقل] في أحداث 1981، ولم يخرج حتى الآن، لما وافقوا، لأنه أهم شيء بالنسبة للطالب الضابط السني، أن يكون بعيدًا كل البعد عن الإخوان المسلمين، وحتى في طلب الانتساب يتم السؤال عن الأب والابن والإخوة كاملًا، الأشقاء والأعمام وانتماءاتهم الحزبية، والعمات وانتماءاتهن الحزبية، وأزواج العمات وانتماءاتهم الحزبية، وأبناء أزواج العمات والأخوال والخالات وأيضًا انتماؤهم الحزبي، كل هذا بالنسبة للطالب الضابط، بالإضافة [للسؤال:] هل لك صديق خارج البلد لعمل أو لسياسة أو غيره؟ هل لك صديق قام بالفرار من الجيش؟ هل لديك صديق كان في السجن؟ هل لديك..
وتتمّ دراسة تفصيلية للطالب المتطوع بشكل يفوق العقل، حتى يعلموا أن هذا ولاؤه ولاء مطلق للنظام، بعيدًا عن الأسلمة، وبعيدًا عن الإخوان المسلمين، وبعيدًا عن هذه الأمور، وهم يقررون بالنسبة للأعداد إذا كانوا يوافقون أو لا.
أنا كنت من بين المتوافق عليهم، نتيجة أنه عندي شقيق في القضاء العسكري، -معاون رئيس النيابة العامة العسكرية-، ونحن من عائلة جميعًا أيضًا لدينا شهادات، وعندي شقيق في [وزارة] المالية، وأيضًا شقيق في الأمم المتحدة، وأضيف إلى ذلك أن إخوتي جميعًا عندما نشأنا، والدي ربانا على أساس الحزب الناصري، حتى إنه كان يوجد في المنزل صورة لجمال عبد الناصر، مكتوب عليها الرئيس الراحل المغفور له جمال عبد الناصر، وفي عام 1989 أراد أخي التطوع في الكلية الحربية، فجاءت المخابرات إلى المنزل، ووجدت صورة جمال عبد الناصر في المنزل، وقالوا: هل العم ناصري؟ لأن صورة جمال عبد الناصر كانت دائمًا ملاصقةً للمنزل في كل مكان ننتقل إليه، وطبعًا عندي أخ اسمه خالد، لأن أبي من المؤسسين، وأخي الآخر اسمه جمال، وأنا عمار، وأيضًا سمى أيضًا ياسر، أثناء أحداث الثورة الفلسطينية وياسر [عرفات] أبو عمار، والخلافات التي حدثت في بيروت وغيرها، وعندي أخ أيضًا اسمه صدام (تيمّناً بصدام حسين) وُلد في 8 آذار 1981، أثناء الحرب الإيرانية العراقية، وأثناء حرب الأحداث التي حدثت.
اللهجة العامة بالنسبة للكلية الحربية هي دائمًا اللهجة العلوية؛ اللهجة الفجة التي تحمل [عبارات] الكفر الدائم، والسباب الدائم والشتم الدائم، اللهجة الفوقية التي يتحدث فيها العلوي، أنه هو الآمر الناهي، وهو الرب، وهو السيد، وبقية الأشخاص هم عبيد، لذلك يُضطر الكثير من الطلاب الضباط سواءً كانوا من دير الزور أو من حمص أو من حلب، إلى تعلم اللهجة العلوية، والحديث باللهجة العلوية، كي لا يكون هناك استهزاء، أو حتى يأخذ حيزًا من الاحترام تجاه الاشخاص المجهولين!
طبعًا خلال الكلية الحربية كان سهلًا أن أتحدث باللهجة العلوية، أولًا بحكم أنني من حماة، أنتمى إلى سهل الغاب، وهويتي (بطاقتي الشخصية) موجود فيها [مكان ولادتي في سهل] الغاب، ولكن هناك بعض العلويين لا يعلمون أن الغاب قسمين؛ نهر العاصي يقسمه إلى شرقي وغربي، الغاب الشرقي هو الغاب السني: الحويز والكريم والتويني والقلعة (قلعة المضيق) وبريديج وكرناز، والغاب العلوي: هو عين الكروم وشطحة وأبو قبيس وهذه المناطق، ولكن عندما أقول أنا من الغاب، يشعرون أنني قريب منهم، واللهجة التي أتحدث بها أيضًا قريبة، ومن هذا المنطلق كان عليك أن تساير هذا الجزء، لأنني كنت أخطط وأحلم بما أفكر به في المستقبل: كيف؟ ولماذا تطوعت؟
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/12/26
الموضوع الرئیس
المؤسسات العسكرية في نظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/48-03/
رقم المقطع
03
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
قبل الثورة
المنطقة الجغرافية
محافظة حماة-سهل الغابمحافظة حمص-مدينة حمصشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
الكلية الحربية في حمص - نظام