الفساد والطائفية في المؤسسات العسكرية التابعة للنظام
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:01:13
بقية الخدمة الإلزامية طبعًا هو كان الجيش العربي السوري جيشًا عقائديًا مرتبطًا بعقيدة البعث وعقيدة الحزب والحزب القائد الواحد، والفكرة كانت مزروعة بين العساكر، وممنوع على أي عسكري أن يتحدث بشيء اسمه سياسة، وممنوع ممارسة أي طقس ديني، وطبعًا نحن في سورية دولة مسلمة وكل الناس تؤدي شعائر الصلاة في الحياة العادية، والمفترض أن نؤديها أثناء الخدمة الإلزامية مثل كل جيوش العالم التي يوجد فيها أماكن لممارسة العبادة الرسمية للدولة، وكل شخص ضمن ديانته، ونحن طبعًا لا يوجد لدينا أماكن للصلاة ولا يوجد قانون "ممنوع الصلاة" ولكن أي شخص كان يتم اكتشاف أنه يصلي كانوا يعتقلونه وقد يسجن في [سجن] تدمر ست أو سبع سنوات، وطبعًا سجن تدمر غني عن التعريف هو بحد ذاته تهديد كبير لأي شخص يُسجن فيه، وكان لدينا توجيه سياسي وطبعًا توجيه حزب القائد نفسه (حزب البعث) الذي تحدثنا عنه، وتوجيه أنه نحن دولة ممانعة ونحن الجيش العربي السوري جيش قوي، وطبعًا ترى الفشل في الجيش العربي السوري في داخله بشكل فظيع جدًا، يعني المحسوبيات والواسطات وتفكك الجيش بشكل غريب يعني أي ضابط في الجيش هو يتوظف في الجيش حتى يخدم وطنه أو وظيفة عادية، ولكنهم يتوظفون في الجيش حتى يسرقوا وينهبوا، وطبعًا نحن في سورية كانت كل مقدرات الدولة تذهب إلى الجيش يعني 80% من مقدرات الدولة تذهب إلى الجيش، وطبعًا الشعب يرضى بهذا الشيء عندما يكون الجيش صحيحًا (سويًا) ولكن نحن في الجيش لم نكن نشبع من الطعام ولا الشراب وكان الذهاب إلى الجيش مصيبة لكل والد، يعني الأب الذي لديه عسكري فهو مضطر لكل شهر أن يرسل له 4 أو 5 آلاف ليرة كمصروف شخصي، وهذا المصروف أكثره لأجل الطعام والشراب بالإضافة إلى الرشاوي التي يجب أن يدفعها للضباط، يعني الضابط كان يتوظف في الجيش حتى يرتشي من العساكر ويأخذ منهم الأموال حتى يسمح لهم بالنزول في إجازات أو يسرق من الطعام والشراب، وطبعًا إذا رأيت مخصصات الجيش المسجلة على الأوراق تتفاجأ، يعني العسكري لديه مخصصات لحم لمدة يومين في الأسبوع وبيضتان على الإفطار وجبنة وخبز حتى تكفيه، والمفترض أن يقوم العسكري بمهام معينة وتكون نوعية الطعام مدروسة بشكل جيد، ولكنها مدروسة بشكل جيد فقط على الورق، والفروج [الدجاج] أثناء التسجيل يكون وزنه 3 كلغ ولكن عندما يأتينا لا يتجاوز وزنه 1 كلغ يعني من المفترض أن يتم توزيع ثلاثة كيلو غرامات على عشرة عساكر ولكنهم يوزعون 1 كلغ على عشرة عساكر وهذا بعد أن يسرق المسؤول عن المطبخ، ويسرق قائد اللواء ويسرق قائد الكتبىة ويسرقون التعيينات، فلا يصل شيء إلى العسكري، ونحن كنا نسميه "فروج ركض الضاحية لمسافة عشرة كيلو مترات".
البرغل المطبوخ لا يوجد فيه جنس المواد لا يوجد فيه السمن ولا اللحم فكان يضطر العساكر لرمي هذا الطعام وكنا نأخذ الخبز فقط ثم نشتري طعامًا على حسابنا.
الفساد الثاني الذي كان موجودًا في الجيش هو الطائفية الموجودة، يعني أنت اليوم بمجرد أن تكون من الطائفة العلوية أو الطائفة المرشدية فأنت لك ميزة معينة، أنت فرزك سوف يكون جيدًا أو ضمن القطعة وإذا جاء فرزك على قطعة قتالية معينة فيكون فرزك في مكان مريح نوعًا ما، ومعظم الضباط من الطائفة العلوية، ولا ترى ضابطًا سنيًا، وأقصى ما يصله الضابط السني هو رتبة عقيد، ولا يعطونه الركن حتى لو درس الركن كانوا يرسبونه، والركن هي دورة في الجيش تعطي إمكانيات قيادة فيما بعد فلا يسمحون أن يدرسها وينجح بها إلا الضباط العلويون، ومعظم قادة الألوية من الطائفة العلوية وقادة الكتائب نفس الشيء، وحتى الآن أذكر أنه قائد كتيبتنا جمال الشامي، وهو طبعًا مهندس وهو كان من دورة باسل (باسل الأسد) ولديه ركن، وهم يحصلون على الركن بمراحل سابقة عن رفاقهم وهو كان من القلمون وهو سني ولكنه كان يمارس علينا ممارسات أشنع من التي كان يمارسها العلويون، وطبعًا يوجد حقد وخاصة لمحافظة حلب لأننا أهل حلب أغنياء والمفترض أن ندفع لهم الأموال دائمًا، وبالشكل العام هكذا كان يتم السيطرة على الجيش وهذا الجيش عقائدي وليس لديه القدرة على القتال، والمعدات التي كنا نراها كانت مهترئة في الفرق المقاتلة التي كنا فيها، وفقط الذين يحصلون على معدات جيدة ودبابات جيدة هي الفرقة الرابعة، والتي رأينا ماذا كان هدفها في النهاية هو قمع الشعب، فهو جيش ليس لديه قدرة قتالية إلا ضد الشعب وهذا الذي مارسه.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/01
الموضوع الرئیس
المؤسسات العسكرية في نظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/77-04 /
رقم المقطع
04
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2000
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-ناحية الكسوةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
حزب البعث العربي الاشتراكي

الجيش العربي السوري - نظام
الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

سجن تدمر