شهادات نسائية في الذاكرة السورية
شاركت النساء في الثورة السورية بأدوار مختلفة، تنوعت بين المشاركة في المظاهرات وتنسيق الحراك الثوري، والعمل المدني بأشكاله المختلفة، والعمل السياسي والحقوقي، وحتى العمل العسكري أحياناً.
كان من ملامح المشاركة النسائية الأولى في الثورة اعتصام نساء بانياس للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وفي 7 أيار/ مايو 2011 فتحت قوات النظام السابق الرصاص على المظاهرة النسائية في قرية المرقب وقتلت أربع نساء، بعد هذه المجزرة سمّى المتظاهرون الجمعة التالية بـ "جمعة الحرائر" في 13 أيار/ مايو 2011.
وكان أثر ظروف الحرب والقمع على النساء مضاعفاً، واستهدف نظام الأسد النساء متعمداً كسلاح انتقامي ضد المجتمعات المنتفضة ضده، مع وقوعهنّ ضحايا إلى جانب الرجال تحت القصف أو الحصار أو النزوح. وقد وثقت منظمات حقوقية مقتل نحو 29 ألف امرأة منذ آذار/ مارس 2011 وحتى سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024، عدا عن آلاف المعتقلات اللاتي توزّعت مصائرهنّ بين القتل تحت التعذيب أو النجاة أو المصير المجهول.
وثقت منصة الذاكرة السورية نحو 1750 مقطع فيديو خاصة بالحراك النسائي في الثورة السورية، عدا عن آلاف مقاطع المظاهرات العامة التي شاركت فيها النساء أيضاً، كما وثّقت أحداث الانتهاكات ضد النساء ضمن يوميات الثورة السورية، ووثقت سير نحو 200 شخصية نسائية بارزة في الثورة السورية، مثل ألمى شحود ورزان زيتونة وفداء الحوراني وغيرهنّ.
وفي قسم التاريخ الشفوي سجّلت المنصة شهادات نساء من مناطق وتجارب مختلفة، فقد روت لنا بتول حديفة شهادتها عن الحراك النسائي ومجزرة بانياس والبيضا، وتكلمت بيان ريحان عن تنسيقية النساء في مدينة دوما ونشاطات التعليم والإغاثة، وتحدثت مؤمنة أبو مستو عن الحراك النسائي في مدينة الزبداني، بينما روت لنا مجد شربجي أشكال الحراك النسائي في مدينة داريا وحكاية اعتقالها وتعذيبها في سجون النظام، أما شهادة منى الفريج فكانت عن مدينة الرقة منذ الحراك السلمي ضد النظام ثم مواجهة السلطات والفصائل المختلفة.
نورد هنا مقاطع من هذه الشهادات المختارة