الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ردود الفعل على "خطاب الثلاثين" وبداية الحراك في جامعة حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:13:16

بعد الخطاب (خطاب بشار الأسد) الرد الذي كان متوقعًا هو أن يتحدث عن المشكلة على الأقل وعن أسبابها، كيف نحلها، ولكن الرجل ذهب باتجاه المؤامرة وغير ذلك وأن هناك أشخاصًا يخربون البلد، فهنا عرفنا أنَّ الوضع لم يعد يطاق، وليس بالإمكان السكوت عنه، فهل من المعقول أن يخرج أكبر مسؤول وهو رئيس الجمهورية ويتكلم بهذا الأمر؟! وفي نفس الوقت كان هنا العمل الكبير لشباب درعا، وأنا من الأشخاص الذين جلسوا أكثر من مرة مع شباب درعا، وهناك شباب ذهبوا، وعادوا، وصاروا يتكلمون عن المشكلة وأساسها، وكيف اعتُقل الأطفال وعن الضرب، وكانوا يتكلمون عن زيارة حسون (المفتي أحمد حسون )، فصار لدينا الدور الكبير لشباب درعا ومع الخطاب صار لدينا موقف كبير ضمن الجامعة، وأصبحت كل الأحاديث تدور حول [فكرة واحدة] أنَّ البلد يجب أن تقوم [لتطالب] بأقل وأبسط الأمور وهي الحريات، هل من المعقول أن أطفالًا (أطفال درعا) يكتبون على الجدران فيُعتقلون ويُضربون؟ وهنا بدأ بعد الخطاب رد فعل قوي من الناس [فصاروا يقولون]: هل الرئيس يتكلم هكذا؟! هل من المعقول ما يحدث؟! فأصبحت الأحاديث كلها تقول: يجب أن نقوم. وصار الناس يتشجعون، سابقًا كنا إذا [أراد أحدنا أن] يتكلم بالسياسة فعليه أن ينظر حوله مئة مرة، وإذا أردت أن تتكلم بأي موضوع... وفي بداية الثورات العربية كنا لا نتحدث إلا للثقات، وحين نتحدث بموضوع فإننا نتحدث مع الناس الذين نعرفهم، وهنا اختلف الموضوع، وصرت تتكلم عن البلد والوضع في البلد والوضع الاقتصادي والسياسي والحريات، فتغير الناس، وعندها في بداية شهر نيسان/ أبريل بدأ الناس [يرون] أنَّه يجب أن نقوم ونتحرك، فصار التشجيع، وكذلك أيضًا بدأت المظاهرات وقتها في قسم من أحياء حلب، بداية المظاهرات كانت ربما في أحد أحياء حلب، فهذا الأمر شجع الناس أكثر في الجامعة، عند بداية المظاهرات في المدينة رغم أن المظاهرة كانت صغيرة في البداية، ولكنها شجعت الناس أن يتحركوا، فصار تشجيع بين الطلاب فيما بينهم بمعنى أننا نحن كطلاب جامعة إذا لم نتكلم فهل ننتظر من الأشخاص العاديين التكلم؟! فحدث تشجيع وفي الوقت نفسه النظام بدأ بموضوع التشديد الأمني وانتشار أزلامه من المخبرين والشبيحة، طبعًا انتشروا في كل البلد ومن بين المواقع التي انتشروا فيها كانت الجامعات، بالنسبة للتشديد الأمني كان قويًا جدًا، فبدأت تحضيرات الطلاب فيما بينهم بأنه ينبغي علينا أن نتحرك، و[نحاول] إقناع الأشخاص الذين كانوا مترددين، وفي تلك الفترة عمل شباب درعا عملًا طيبًا (عظيمًا) في إقناع الناس، وكانوا يقولون لك: ماذا حصل؟! هل من المعقول أنه في سورية يحصل لدينا اعتقال أطفال وتهديد آبائهم واستخدام ألفاظ نابية تجاههم وتعذيبهم؟! ومعنى ذلك أن هذا نظام "مافيا" وليس نظامًا سياسيًا ونظام دولة، وهنا بدأت التحضيرات، وبدأت التكتلات ضمن الكليات، في وقتها بدأت التكتلات، ولكنها كانت صغيرة بسبب السطوة الأمنية والأفرع الأمنية وفي الوقت نفسه بسبب التشديد الأمني الكبير والاختراقات الكبيرة ضمن صفوف الطلاب؛ الاختراقات الأمنية واختراقات الشبيحة بالإضافة إلى طلاب من الطائفة العلوية، وكانوا نسبة كبيرة في الجامعات، فإذا أردت أن تتكلم في موضوع ما فيجب عليك أن تأخذ طرفًا وتعرف من حولك ومن معك، فطوال تلك الفترة لم يكن ضمن الجامعة حراك فعلي، وأنا كطالب في كلية الكهرباء لم يحدث فيها حراك، والحراك الذي حصل هو محاولة إقناع الناس بالتحرك، فأصبحت لدينا نسبة جيدة، وفي وقتها بدأ التحضير، وخرجت عدة مظاهرات حتى في كلية الآداب خرجت مظاهرة صغيرة أيضًا إلى أن بدأ التحضير لـ "بركان حلب"، وفي وقتها تم التحضير لمظاهرة كبيرة في كلية الكهرباء وفي أغلب الكليات، وحدث ذلك في 30 حزيران/ يونيو 2011 ، وكان آخر يوم في الامتحانات، وتم التحضير للخروج في مظاهرة كبيرة وقوية، وفي ذلك اليوم كان التشديد 10أضعاف، وكانت الدوريات الأمنية في ساحة الجامعة وضمن الكليات، وفي كليتنا كانت هناك دوريات أمنية، فتم التراجع في ذلك اليوم عن المظاهرة، في اليوم نفسه حصلت مظاهرات مسائية أو بعد العصر ليست ضمن الجامعة، شارك فيها طلاب الجامعة في الأحياء، حتى إنها حدثت بالقرب من ساحة الجامعة، ولكن ضمن ساحة الجامعة والكليات لم يحصل بسبب التشديد الأمني الكبير الذي حدث في وقتها. 

كما قلنا: بعد الخطاب تغيرت المفاهيم، وصار الناس يعرفون أنَّ هذا الشخص ميوله كذا وأنت تعرف أصدقاءك في الجامعة، وتعرف ميولهم، فصارت لدينا نسبة كبيرة من الشباب الموجودين في كليتنا وأصبحت ميولهم نحو فكرة أننا يجب أن نقوم، ويجب أن نتحرك، فبدأ التنسيق مع أغلب الكليات، فكل واحد منا لديه أصحاب من كليات أخرى وكذا، فكان التنسيق بأن يكون من كل كلية عدة أشخاص، وكان في وقتها هناك مجموعات على"فيسبوك" و"سكايب" من أجل التنسيق ، وفي ذلك الوقت بدأ التشجيع، وعلى الرغم من أن التنسيق كان داخليًا، ولكن الكلام كان قويًا حتى في الإعلام بأنَّ 30 حزيران/ يونيو هو "بركان حلب"، ولن تقوم الجامعات فقط، فقد كانت الفكرة أن تقوم حلب كاملة، ولكن التشديد الأمني الكبير في وقتها لم يُفشل... ولكنه خفف من حدة تلك المظاهرات، في الجامعات كان هناك تواصل بين الطلاب، مثلًا: تواصلت كلية الكهرباء مع كلية الطب، بالنسبة لجامعة حلب لمن لا يعرفها فهي تقريبًا تقع بين حرمين، تفصلها ساحة الجامعة فقط، وهي كلها ضمن حرم واحد من كلية الآداب إلى الطب، ومن كلية الهندسة الكهربائية إلى كلية الهندسة المدنية، هي ضمن مجمعين كبيرين، وكان هناك تواصل قوي وتنسيق بين الطلاب وهناك تشجيع فالذي كان خائفًا ومترددًا والذي يتكلم بقلبه صار يتكلم علنًا، والذي يتكلم علنًا أصبح يشجع و[يقول]: "تعال شغل مخك (حكّم عقلك) وانظر ماذا لدينا." هذا الشخص موجود عندنا، وهذا مستوى الحريات الذي وصلنا لها، وبدأت رحلة نقاشات طويلة وإقناع لأغلب الطلاب، وصار لدينا نسبة كبيرة من الطلاب الذين تشجعوا، وصار لدينا حراك في بعض الكليات لكنه محدود، وصار لدينا حراك في حلب والحراك في حلب كان أساسه طلاب الجامعة، فقد أسسوا لنشاطات كبرى في مسجد آمنة المعروف في سيف الدولة في حلب، وكان أغلب التنسيق يتم من خلال طلاب الجامعات في المظاهرات في المسائيات التي تخرج وفي كل الاحتجاجات كان لطلاب الجامعة دور كبير، طبعًا الطلاب الذين كان لهم دور كبير كانوا في التنسيقيات في وقتها، وبدأت فكرة موضوع التنسيقيات، ومن كل كلية يكون لدينا 4 أو 5 هم المسؤولون، وهم ينظمون، وهم يوجهون الناس، وهذا الأمر سهّل التنظيم بشكل كبير. 

يوجد الكثير من الشباب أذكر منهم محمود الباشا من مدينة الباب، وكان له دور كبير، وهناك شباب استشهدوا كان لهم أيضًا دور كبير، وشباب هم إلى الآن موجودون، وكان هناك شاب لقبه شعلة، وكان اسمه شعلة؛ لأنه مسؤول عن إشعال المظاهرات، وكان لدينا أبو هاشم، وهؤلاء كان لهم دور كبير، فكان لدينا الكثير من الشباب، الميزة في تلك الفترة أن التنظيم كان قويًا جدًا، صحيح أنه لم يحصل حراك، ولكن الموضوع أصبح تنظيميًا للانتقال إلى الحراك، وبعد 30 حزيران/ يونيو بدأت العطلة، وهنا طلاب الجامعات انتقلوا إلى مدنهم وبلداتهم. 

التنظيم الذي حدث في الكليات كان على الشكل التالي: بالنسبة للكليات في بداية شهر نيسان/ أبريل بدأت خلفيات كل شخص تظهر، مثلًا: أحمد خلفيته كذا، وفلان خلفيته كذا، فكان هناك تواصل فبالإضافة إلى زميلك في القسم والذي لديك علاقة معه أصبح لديك [زملاء] من الأقسام الأخرى، فحدثت تكتلات ضمن الكلية للأشخاص الذين خلفيتهم تدعوهم إلى ضرورة التحرك، وعندها في ذات الوقت كان أكثر التنسيق يحدث عبر غرف "سكايب" ومجموعات "فيسبوك" فكانت لدينا عدة مجموعات وعدة منتديات إنترنت، فكان التنسيق يتم من خلالها والنقاشات، حتى النقاشات كانت حول الآليات والترتيبات، ووقتها كانت الفكرة أننا كطلاب جامعة يجب أن يتم التحرك والتنسيق وتشجيع الناس بطريقة تنظيمية، وفي تلك الفترة [نختار] شخصين،[ونقول لهما]: "استلما التنسيق." فنحن نعرف خلفيتهما وإقدامهما وجرأتهما على قول الحق، في تلك الفترة بداية التنظيم كانت فكرة جيدة جدًا، وانتشر في كل الكليات أنه أصبح هناك 4 أو 5، وكان في ذلك الوقت أكبر أمر هو التحضير لـ "بركان حلب" فكانت هناك مجموعات بين المنسقين لكل الكليات، في وقتها صارت حركة، لكن التشديد الأمني الكبير هو الذي أفشل الحركة في الجامعة.

بدأت العطلة وعندها صار الدور الأكبر للطلاب، والتشديد الأمني قبل العطلة والامتحانات هما العائق الكبير أمام الطلاب، كانت مثلًا التنسيقيات والتشجيع للمظاهرات، والتنسيق للمظاهرات كان خفيفًا؛ لأنَّه كان هناك شهران تُقام فيهما الامتحانات؛ شهر أيار/ مايو وشهر حزيران/ يونيو وتُجرى فيهما امتحانات عملية ونظرية، وكان الناس في بداية الحراك فكانت الأعداد قليلة، وأعداد الناس الموجودين الذين تعرف أنهم على كلمة ويد واحدة كانت قليلة جدًا، وكان العمل على توسيع القاعدة الشعبية و[أعداد]الناس الذين يكونون معك، وبدأ بعدها موضوع انتقال الطلاب إلى مدنهم وبلداتهم، في تلك الفترة كان هناك دور كبير للطلاب في مدنهم وبلداتهم، وأنا من الأشخاص الذين ذهبوا في وقتها إلى القرية، طبعًا نحن في القرى والمدن... فأنا من ريف دير الزور والميادين خرجت فيها عدة مظاهرات، والناس متشجعون ولكنهم خائفون، وفي الوقت نفسه هناك أشخاص لا يعرفون ماذا حصل، فابن القرية يسمع على التلفزيون، ويقول لك: "ربما التلفزيون ينقل أخبارًا صيحة وربما ينقل أخبارًا خاطئة." فبدأ-كحال كل طلاب الجامعات- التنسيق ضمن القرى والتشجيع [فبدؤوا يقولون]: الناس كلهم ثائرون لماذا نحن جالسون؟! والناس يطلبون مطالبهم وهذه أبسط حقوقك اليوم بأن تتكلم بحرية، وتأخذ حريتك الدينية والسياسية، وتأخذ حقوقك وخصوصًا نحن كمدن ريف دير الزور كنا شبه معدومي الحقوق، وكانت الثروات كلها تذهب إلى آل الأسد والخدمات عندنا عادية، وربما تكون القرى في الساحل لديها خدمات أكثر من المدن لدينا، فصرنا نشجع الناس[ونقول]: "يا أخي، أنت اليوم تطالب بحقوقك، بل بأبسط حقوقك." وبدأ التشجيع فبدأت المظاهرات، والشباب وثوار القرية شاركوا في عدة مظاهرات في شهر أيار/ مايو في المدينة، كانت مدينة الميادين هي المركز الأساسي للمظاهرات، فشارك شباب القرية وثوارها في عدة مظاهرات، وفي شهر تموز/ يوليو بدأت المظاهرات في القرية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/08/29

الموضوع الرئیس

الحراك في جامعة حلبالتعامل الأمني والعسكري لنظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/132-05/

رقم المقطع

05

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة الميادينمحافظة دير الزور-محافظة دير الزورمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

الشهادات المرتبطة