الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تأسيس المجلس الوطني الكردي والمفاوضات معه، وسياسات حزب الاتحاد الديمقراطي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:36:37

بالنسبة للمجلس الوطني الكردي فإنني أسمع في كثير من المرات أنَّه قد تشكل في أربيل، بينما هو تشكل في القامشلي (شُكّل المجلس الوطني الكردي في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 – المحرر)، ودعم الفكرة حينها الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأعتقد أنه قدّم تجربته أيضًا؛ لأنه في كردستان العراق وقبل سقوط نظام صدام حسين في العام 2003 كانت هناك خلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وبين الاتحاد الوطني الكردستاني، وبعد ذلك صارت عملية صلح، وهناك الصورة الشهيرة لمادلين أولبرايت وقد جمعت بين المرحوم جلال طالباني ومسعود بارزاني، [وكان الهدف] توحيد الموقف الكردي حتى يكون متماسكًا وفاعلًا. نفس الفكرة كانت موجودة عندما طرحوا فكرة المجلس الوطني الكردي، والفكرة قديمة وليست أول مرة تحدث، ولكنها لم تحقق [هدفها]، حيث كانت تحدث تحالفات، وكان يحدث نوع من التنسيق قديمًا، وأذكر في التسعينيات كانت هناك تحالفات، وعلى اعتبار أنني كنت حينها ضمن القيادة في فصيل كردي، فإننا أيضًا كنا في تلك التحالفات، وحضرنا اللقاءات. 

 

فكرة الوصول لتشكيل مجلس وطني لم تكن تنجح؛ لأنَّ كل حزب كانت لديه حساباته، ولكن بعد الثورة وخاصة بعد تشكيل المجلس الوطني السوري تشجعوا على هذه المسألة، وحتى إنهم أخذوا مسألة التداول في الرئاسة، أخذوها أيضًا من المجلس الوطني السوري على أساس أن كل فترة يكون شخص على رأس المجلس الوطني، وأظن أنها كانت أيضًا [فترة] 3 أشهر.

وعندما تشكل المجلس الوطني كانت لدينا علاقات مع الأحزاب الكردية، وكانوا يشكلون مجموع الأحزاب الكردية، ولكنهم بعد ذلك خرجوا بفكرة التحالف، وحتى حين جاء الـ "PYD" (حزب الاتحاد الديمقراطي) وحين دخل صالح مسلم الساحة، كانوا يتفاوضون معه كي يدخل هو أيضًا، وهنا كانت الإشكالية، فمعظم الأحزاب كانت تعرف وظيفته ولماذا جاء، ولكنها كانت [تعتبر انضمامه] نوعًا من تطويقه وضبطه كي لا يصبح أداة واضحة في يد السلطة، وكانت تلك محاولة لأن يلجموه ضمن المجلس، ولكن مع ذلك لم يتوافقوا. وقالوا حينها [إن الخلاف كان] على موضوع النسبة وعدد الحضور، ولكن حسب قناعتي الـ "PYD" كان قادمًا بمشروع محدد، وهدفه ضرب التفاعل الكردي، فالشارع الكردي - من خلال التنسيقيات - كان متفاعلًا إلى أبعد الحدود، وهذا التفاعل كان مع الثورة السورية، وهذا التفاعل كان يؤثر على موقف الأحزاب؛ لأنَّ قواعد الأحزاب أيضًا أصبحت تتفاعل، وكان جزء من قيادات الأحزاب التي كانت تربطنا بهم علاقات شخصية ونعرف بعضنا، كانوا أيضًا يتحركون، ولكن الإطار العام لم يكن يسمح لهم. 

 عندما طُرحت فكرة المجلس الوطني [الكردي]، وفي آخر لحظة لم ينضم الـ "PYD" إلى المجلس، بل وشكّل شيئًا آخر وهو مجلس [شعب] غربي كردستان، وحتى إنهم حاولوا أن يقوموا بنوع من الانتخابات، كي يقولوا: "نحن لدينا شرعية"، بمعنى أنهم قاموا بألعاب بهلوانية.

حين تشكّل المجلس الوطني الكردي أخذ طابعه، وصرنا نريد أن نتفاوض معه في سبيل أن ينضمّ إلى المجلس الوطني السوري. وأنا لم أُدعَ إلى المجلس الوطني الكردي، وذلك على اعتبار أنَّني كنت مستقلًا وبعيدًا عن الساحة، وفي الداخل كان هناك بعض المستقلين الذين حضروا، وكان هناك تواصل بيني وبينهم، وكنت أعرف ماذا يحدث، وكانوا يضعونني في صورة الوضع، ولكنني لم أُدع إلى اجتماعات المجلس. 

 

 وبالنسبة للـ "PYD"، أي حزب الاتحاد الديمقراطي، هو تابع لحزب العمال الكردستاني، وحزب العمال الكردستاني لديه مشروع آخر، فقيادته في [جبال] قنديل تنسق مع إيران، وهي مسألة واضحة. وعندما حُدّدت العلاقة مع النظام السوري بعد اتفاقية أضنة (وُقّعت الاتفاقية بين أنقرة ودمشق في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 1998 – المحرر)، وبعد أن أخرجوا [عبد الله] أوجلان [من سورية] وحدثت اتفاقية أضنة، توافقوا على منع نشاط حزب العمال [الكردستاني]،

حينها شكّل حزب العمال الكردستاني - وهذه أيضًا سياسته - لكل جزء من أجزاء كردستان، سواءٌ في سورية أو العراق أو إيران، وبالطبع ساحته الأساسية كردستان تركيا، شكّل حزبًا يعمل وفق خصوصية البلد. وفي سورية اعتمدوا حزب العمال الكردستاني (المقصود حزب الاتحاد الديمقراطي – الشاهد)، وفي العراق أيضًا موجود، ولكن لماذا أخذ هذه الأهمية في سورية؟ في سورية الأحزاب الموجودة ليست بهذه القوة، أما في كردستان العراق فهناك أحزاب قوية: الحزب الديمقراطي الكردستاني متمكّن، وحزب الاتحاد الوطني حزب قوي، فهم غير قادرين على لعب الدور الذي لعبوه في سورية.

وفي سورية هناك أمر آخر، فالنظام حتى وبوجود اتفاقية أضنة لم يقطع العلاقات مع الحزب، بل على العكس، كان فيه الكثير من عناصر النظام، وهم أكراد، ولكن لهم ارتباطات أمنية مع النظام، وهذه المسألة كانت معروفة. وقد تمّ تفعيل هذه العلاقة وإظهارها للعلن بعد الثورة، والسبب هو أنَّ المناطق الكردية من الصعب أن يسيطروا عليها، أو أن يعملوا عليها من خلال بعض الفصائل المتشددة والطابع الإسلاموي المتشدد، فذلك غير مقبول بين الأكراد؛ لأنَّ الأكراد بالنسبة لهم المسألة الدينية ليست هي المسألة الأساسية، فهناك تدين عام، ولكن الإسلام السياسي ضعيف جدًا لديهم وغير مؤثر، لذلك جاؤوا عبر المسألة القومية وإدخال هذا الحزب والتركيز على الخصوصية الكردية.

هنا أصبح لدينا مشروعان، ولكن الحزب الديمقراطي الكردستاني له التأثير الأكبر على الساحة السورية، أكثر من الاتحاد الوطني الكردستاني، وهناك سبب تاريخي لذلك، فأكراد سورية متعاطفون مع البارزاني، وليس مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وإنما مع الملا مصطفى البارزاني الذي يُعدّ الأب الروحي للأمة الكردية. وعندما أتى مسعود [البارزاني] كانت في البدايات هناك خلافات حزبية، وبعد ذلك أخذ هذه الشخصية، فالآن أيضًا مسعود (البارزاني] لا يُنظر له على أنه فقط رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، وإنما زعيم للأكراد ككل. ومن الذي كان ينافسه في هذا الأمر؟ جلال طالباني ساحته محدودة، فهو في السليمانية، وبالنسبة للسوران عددهم أقل من عدد الكرمانج، فهاتان لهجتان أساسيتان بين الأكراد، والكرمانج برزانيون، وأكراد سورية برزانيون؛ ولذلك حصل نوع من التنافس.

أتصور أن بعض الأشخاص من الاتحاد الوطني الكردستاني عندما حدثت المسألة السورية، ساعدوا الـ "PYD" أيضًا؛ لأن لهم علاقات مع إيران، وجلال طالباني عندما كان رئيس جمهورية [العراق] كان يلتقي أسبوعيًا مع السفير الروسي والسفير الإيراني، واللذَين كانا يؤكدان منذ العام الأول أنَّ النظام السوري لن يسقط،[وكانا يقولان]: "لن نسمح بسقوطه". هذه المسألة بالنسبة لمام جلال (جلال طالباني) كانت واضحة، لذلك تساهلوا أو ساعدوا في إدخال الـ "PYD" إلى المناطق الكردية كنوع من السيطرة على الشارع الكردي هناك، وبتصوري أن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني كنوع من النفوذ، ولأنَّهم ليسوا قادرين على أن يدخلوا إلى هناك على اعتبار أن الساحة بارزانية، [دعموا] حزب العمال [الكردستاني] على اعتبار أن معظمهم من الكرمانج،

وهنا الحزب الديمقراطي الكردستاني حاول أن يحافظ على التوازن من خلال المجلس الوطني الكردي، بينما [حزب] الاتحاد الديمقراطي كان مدعومًا بشكل أساسي من النظام، فهو الذي أدخله، وهو الذي سلمه المناطق والصلاحيات الإدارية، وسلمه حتى الأسلحة، وهناك معلومات واضحة بالنسبة للبدايات.

 

 والسؤال: هل كان كل قيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني مع هذا الرأي؟ لا أعلم، ولكن من الواضح أنَّه كان لهم تأثيرهم الفاعل على الـ "PYD"، وذلك بالتفاهم مع الجهات الراعية (الإيرانيين والروس)، وعلاقاتهم مع النظام السوري كانت موجودة، وجلال [طالباني] كان قد صرح [بهذا الخصوص] أكثر من مرة. وهنا أتذكر مسألة، عندما كنت رئيس المجلس [الوطني] كان هناك مشروع اللقاء مع مام جلال، وكنا قد التقينا مع الأخ مسعود، وكنوع من التوازن كنا نريد زيارته واللقاء به، وكان في ألمانيا. حينها قالوا لنا بدايةً: "إنه مريض"، واستمر كذلك لمدة أسبوعين، وبعد ذلك أصبح وضعه مساعدًا، فحددنا موعدًا على أساس أننا سنلتقي به خلال يومين أو 3، وحصل حينها تفجير خلية الأزمة في سورية والذي مات فيه آصف شوكت (حدث تفجير مكتب الأمن القومي في 18 تموز/ يوليو 2012 – المحرر)، فأرسل مام جلال برقية تعزية إلى بشار الأسد. طبعًا حين سمعت بتلك البرقية أوقفت الزيارة، وبعض الأصدقاء كانوا يقولون: "إنَّنا يجب أن نستمر في الزيارة"، وكان من المفترض أن يكون في الوفد رياض سيف وبسمة القضماني، ولا أتذكر إذا كانت هناك أسماء أخرى، ولكنني قلت: "لا، من غير المعقول بعد أن أرسل برقية تعزية أن نزوره!". وبعد هذا اللقاء حين زرت كردستان العراق، وكنت في منزل برهم صالح وهو الآن رئيس الجمهورية، فإنه بمجرد أن رآني قال بطريقة كلها أسف: "هذه البرقية أرجوكم أن تعذرونا عليها، فقد كان من المفترض ألا يفعل ذلك".

 

لدينا مسألة يجب أن نركز عليها: الأحزاب الموجودة في المجلس الوطني الكردي هي أحزاب كردية سورية ولها تاريخ نعرفه، وربما بالنسبة للشخصيات هناك نواقص، ولكن كوادرهم نعرف من أين جاؤوا وكيف جاؤوا، وهم يتبنون المطالب الكردية السورية التي كانت تتركز في فترة من الفترات على الحقوق الثقافية والسياسية والاجتماعية والإدارية. وبعد ذلك أصبحوا يركزون على إيقاف العمل في المشاريع التمييزية التي كانت واضحة، مثل: مسألة الإحصاء الاستثنائي، والحزام [العربي]، والتعريب القسري، وعدم التوظيف، والرخص الأمنية، فأي شخص يريد أن يعمل أي شيء عليه أن يحصل على الرخصة الأمنية بحجة أن هذه مناطق حدودية، بينما عمليًا لا تأتي هذه الرخص.

أما بالنسبة لحزب العمال، فإن ساحته ليست الساحة الكردية السورية، وإنما هو استغل عدالة القضية الكردية في سورية في سبيل أن يلعب حسب مخططاته؛ ولذلك لا تعرف مطالبه، فبين الأكراد [يقول] إنَّه سيشكل دولة وأمة وكردستان الموحدة، بينما حين يتفاوض مع الجانب الآخر وحتى مع النظام يقول إنه لا يريد شيئًا. وفي الأصل بالنسبة له المسألة القومية أو النظرية القومية أصبحت طرازًا قديمًا، والآن أصبح [الدارج] الأمة الديمقراطية، بمعنى أنه يلعب. والآن فرض نفسه بالقوة، وصار أمرًا واقعًا مثلما أصبحت "داعش" و"جبهة النصرة" ومنظمة التحرير [الفلسطينية] في لبنان في فترة من الفترات حين سيطرت على الأوضاع. أما قضية أنه يطرح برنامجًا خاصًا بكرد سورية، وينظر للقضية الكردية على أساس أنها قضية وطنية عامة، [هو أمر غير دقيق - الشاهد]، فهو في الأساس لديه أجندة إقليمية وينسق ويؤدي دورًا [ضمن إطار تلك الأجندة – الشاهد]. 

 

  هنا توجد تبعية وهناك توجد تبعية، أي أن الـ "PYD" تابع لحزب العمال الكردستاني، والمجلس الوطني الكردي تابع للحزب الديمقراطي الكردستاني. والعلاقة بين حزب العمال الكردستاني والـ  "PYD" علاقة عضوية، فهم يشرفون على كل شيء من خلال الكوادر، وهذه الواجهات السورية التي نراها ليس بيدها شيء، حتى إلهام أحمد ومظلوم [عبدي]، هم مجرد واجهات سورية، وصالح مسلم أيضًا، وأنا قلت ذلك قديمًا للأمريكان. ونحن لو كنا نعتبر أنَّ القرار بيدهم لكنا وضعناهم في غرفة لمدة أسبوعين أو 3 أسابيع وحتمًا سنقنع بعضنا، ولكننا نعلم أن القرار في قنديل، فتتوصل معهم إلى قرار وفي اليوم الثاني يختلف [القرار]. 

 

الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يتدخل بهذه الطريقة في وضع الأحزاب الكردية السورية، أو في الحزب الديمقراطي الكردي السوري الذي يعتبره الحزب الحليف، ولا يعطي الأوامر، بل يقول: "الذي تتوافقون عليه يُنفّذ"؛ لأنَّهم يعرفون أن خصوصيتهم مختلفة عن خصوصيتنا، ولدينا عوامل مختلفة عن عواملهم، وهم يقدّرون هذه الناحية، ولا يطرحون مشروع تحرير وتوحيد كردستان، ولا يلعبون على هذه المسائل مثلما يفعل حزب العمال الكردستاني. طبعًا هناك تنسيق وتفاهم، وأحيانًا قد يساعدون، ولكنهم لا يتدخلون في التفاصيل، بالإضافة إلى أنهم لا يجنّدون الناس، بينما حزب العمال الكردستاني يطبّق التجنيد الإجباري على الأكراد السوريين، ففي أي دولة يحدث أن يطبق حزب التجنيد الإجباري، وبعد ذلك يستنزف و[يحتكر] الموارد و[يفرض] ضرائب ويتحكّم. 

 

بالنسبة للأجندة أو المطالب كانت مطالب عامة، وطبعًا كان هناك تركيز على الجانب الكردي، وحتى إنه في فترة من الفترات حين اجتمعت الأحزاب الكردية، وأعتقد أن ذلك كان قبل تأسيس المجلس الوطني، طرحت مشروع حلّ للموضوع السوري، بمعنى من وجهة نظرهم كيف سيكون، وطالبوا بالتغيير الديمقراطي، ولكنهم كانوا ضد عسكرة الثورة، وضد مسألة الطابع الإسلامي المتشدد، إضافة إلى التركيز على المطالب الكردية. وأنا سبق وقلت أنَّ تلك الأحزاب في الأساس هي أحزاب مطلبية، فهي لم تأتِ لتغيّر نظام الحكم، ولم تكن مستعدة لتغيير نظام الحكم، وهي ترى أن الحالة الكردية لها خصوصية، بمعنى هناك ضغط [يُمارس على الكرد]، وهناك مشاريع تمييزية، ومن المفترض أن يُرفع الظلم ويُعوَّض المتضررون، ومن ناحية أخرى أن يكون هناك اعتراف بالوجود الكردي وبالهوية القومية الكردية وبالحقوق الكردية ضمن إطار وحدة الوطن والشعب. 

تلك كانت مطالبهم بشكل عام، وإلى الآن لا يوجد أي شخص منهم لديه مشروع انفصالي في برنامجه السياسي، وحين أسمع أحيانًا كلمة "الانفصاليين" أستغرب وأتعجب، بل وأضحك؛ لأنَّه لا توجد إمكانية للانفصال. [مثلًا] الآن حسب الوضع في لبنان، إذا قلنا إن حزب الكتائب في لبنان يريد أن ينفصل، كيف سينفصل؟!هل هناك إمكانية للانفصال في لبنان؟! لا توجد، وفي سورية أيضًا لا توجد [إمكانية]، أقصد كرديًا، وفي الإطار العلوي ربما يمكن أن يكون هناك انفصال، فالساحل موجود والموانئ موجودة، ولكن كرديًا لا يوجد مجال لذلك نهائيًا، إلى أين سيذهبون؟! 

 

هم لديهم فكرة الفيدرالية يطرحونها، كيف يطرحونها؟ هناك بعض المحاججات [تقول] إنها ليست فقط بالنسبة للأكراد، بل أيضًا بالنسبة للعلويين، فما الذي سيأتي بهم إلى السلطة المركزية مثلًا؟! الوضع صعب، وربما الدروز لم تكن مسألتهم واضحة جدًا، ربما تتضح الآن. هكذا هم كانوا يطرحون مسألة الفيدرالية، وطبعًا هم يأخذون تجربة كردستان العراق، وسبق أن تحدثت في هذا الموضوع، وقلت إن تطبيق تجربة كردستان العراق بصورة حرفية في سورية مسألة غير واردة وغير ممكنة. والسبب الأول أن المناطق تختلف؛ ففي كردستان العراق كان لدينا 3 محافظات، أما الآن فهناك 4 محافظات مع حلبجة التي أصبحت محافظة، وهي محافظات كردية، وطابعها العام كردي، وهناك مكونات أخرى مثلًا: التركمان والسريان والآشوريون، ولكن الطابع العام طابع كردي وهناك عمق [كردي]، وهناك أحزاب قوية، فهناك الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو حزب عريق منذ 75 سنة وله تاريخ نضالي، والاتحاد الوطني الذي انشق عن حزب العمال الكردستاني هو حزب كبير أيضًا، وهناك أيضًا قيادات كاريزماتية تاريخية بالنسبة للأكراد، مثلًا: مسعود البارزاني من القيادات التاريخية، لا يمكن لأحد أن يواجهه، وكذلك مام جلال.

بينما في سورية ليست لدينا هذه المسألة، لدينا قوات عسكرية ولدينا اهتمام دولي ولدينا عوامل دولية ولدينا الكثير، فهناك مثلًا موضوع النفط. وفي كردستان العراق عمليًا، تُعدّ الاكتشافات فيها بالنسبة للنفط والغاز ليست أقل من أي دولة خليجية، بالإضافة إلى حدودها مع تركيا وإيران؛ فهناك أوراق إقليمية كبيرة في الموضوع، وأظن أنها أصبحت جزءًا من الأجندة العالمية الدولية، فالولايات المتحدة والأوروبيون يتعاملون معها الآن تقريبًا كما يتعاملون مع دولة. أمَّا الوضع الكردي في سورية فهو ليس كذلك، هم حاولوا أن يشكلوا إدارة ذاتية، والكل يعرف أن هذه الإدارة في نهاية المطاف تابعة لحزب العمال الكردستاني مهما كانت الواجهات، وهذه العملية تنتظر التوافقات التي ستحدث في سورية.

 

المجلس الوطني الكردي عندما تشكل، كان هناك إطار واسع وقسم من الأحزاب تدور حوله علامات استفهام بأنه قريب من الـ "PYD"، وله علاقة مع النظام بطريقة من الطرق. صحيح أن [تلك الأحزاب] جاءت إلى المجلس الوطني، ولكنها في الوقت ذاته أبقت على علاقاتها مع حزب العمال الكردستاني وربما مع النظام، وبعد ذلك تركت المجلس الوطني الكردي، وأصبحت جزءًا من الإدارة الذاتية، وهي موجودة الآن كأحزاب في الواجهة، وعمليًا ليس لها أي دور، ولكنها مستفيدة من الامتيازات المادية. هذه المسألة واضحة، وخاصةً في منطقة عفرين، مثلًا موضوع الشيخ آلي (محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية - يكيتي – المحرر)، هناك الكثير من الإشكاليات والتفاهمات، وأنا بنفسي واجهته في إحدى المرات، وقلت: "ماذا يحصل في عفرين؟"، طبعًا كان ذلك قبل تسليمها [إلى النظام]، وهذا الكلام [قلته] منذ العام 2012، فحاول أن يتهرب من الموقف، ولكن بعد ذلك أصبح واضحًا أنه كان قريبًا من حزب العمال الكردستاني وكان معه، والآن هو في الإدارة [الذاتية]، وأعتقد أن علاقاته مع النظام كانت موجودة.  

  

المفاوضات [بين المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي] متى بدأت؟ طبعًا نحن تواصلنا مع الإخوة في الإقليم (إقليم كردستان العراق – المحرر)، فهناك معرفة سابقة، وقسم منهم كنت أعرفهم من الأيام التي كانوا فيها في دمشق، ومن خلال العمل السياسي الكردي، فتواصلنا معهم، وحاولنا أن تكون العلاقة رسمية، ليس مع الأحزاب، أي ليس مع الحزب الديمقراطي الكردستاني أو حزب الاتحاد الديمقراطي (المقصود الاتحاد الوطني الكردستاني – الشاهد)، وإنما حاولنا أن تكون العلاقة رسمية من خلال رئاسة الإقليم. ومهّدنا حينها، وتواصلنا ورتبنا لزيارة المجلس [الوطني] برئاسة الدكتور برهان غليون إلى الإقليم (حدثت الزيارة في 11 كانون الثاني/ يناير 2012 – المحرر)، وحينها كان موقف الإقليم، أي موقف مسعود بارزاني كان مع الثورة، أما موقف مام جلال حسب معلوماتنا أنه كان يستمع للإيرانيين والروس، وفي الوقت ذاته لديه علاقات مع النظام، وهو رئيس جمهورية، وهو صرَّح بذلك ولم يخبئه، وعلاقاته تلك كان يعتبرها علاقات دبلوماسية وهي ليست علاقات تبعية.

ونحن أيضًا كي نحافظ على التوازن، فكرنا بأن نزور رئيس الجمهورية، ولو كنا نعرف توجهه، ولكننا مع ذلك إردنا أن نزوره في سبيل ألا نتحول إلى سبب لإثارة خلاف كردي كردي بين السليمانية وبين هولير، فهذا كان توجهنا. وفي كل زيارة من الزيارات عندما كنت أذهب وألتقي بالرئيس مسعود، أو برئيس الوزراء نيجيرفان [بارزاني]، والمسؤولين الآخرين، كنت ألتقي بالدكتور برهم صالح، وكانت زيارات شخصية ودية، وعلاقتنا كانت وثيقة. 

 

 التقينا مع أحمد داوود أوغلو قبل أن نسافر إلى كردستان (استقبل أوغلو وفد المجلس الوطني السوري برئاسة غليون في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 – المحرر). وكنا قد تلقينا دعوة، وهذه أيضًا من المفارقات التي لم يتحدث عنها أحد ربما، تلقينا دعوة من نوري المالكي لزيارة بغداد، و[تلبية] دعوة نوري المالكي لم نكن نميل لها؛ بسبب موضوع إيران. أما بالنسبة لإقليم كردستان، فنحن نعرف أننا إذا أردنا أن نؤثر على الأحزاب الكردية، لا يمكننا ذلك إلَّا من خلال إقليم كردستان؛ لأن [الرئيس مسعود بارزاني] قادر على أن يؤثر بهم، أما أن [نتواصل مع] كل حزب لوحده، فأنا كنت أعرف من خلال التجربة أننا لن نصل إلى شيء. المشكلة التي كانت في المجلس الوطني الكردي أن كل حزب لديه [حق] الفيتو، وإذا لم يقبل حزب واحد فإن القرار لا يمرّ، فالقرار بالتوافق، وهي نفس فكرة المجلس [الوطني] أخذوها؛ لذلك كان من الصعب التعامل معهم. وكنا نعرف من خلال تجربتنا أن هناك بعض الأطراف لا تريد أي تقارب مع المعارضة السورية، وكان ذلك واضحًا، وهم الآن يتكلمون على بعضهم البعض، ويقولون [لنا]: "أنتم عندما كنتم تأتون إلى أربيل وتغادرون دون أي اتفاق، كانوا يفرحون ويقولون: هذه المرة أيضًا انتهينا"، بمعنى أنهم لا يريدون [الاتفاق]، وربما هناك بعض الأطراف كانت تريده. 

 

 ذهبنا والتقينا، والدكتور برهان أخبر الدكتور أحمد داوود أوغلو بأنَّنا ذاهبون في زيارة إلى كردستان، وسنلتقي مع مسعود البارزاني، وكانت علاقته مع تركيا وثيقة جدًا، وحينها كان [أعضاء] حزب العدالة والتنمية كلهم مع بعض، كان عبد الله غول و[علي] بابا جان، وكان توجههم وانفتاحهم على الموضوع الكردي أفضل بكثير من الآن، وتقريبًا كان هناك توجه بالانفتاح على حزب العمال الكردستاني، وفتح المفاوضات. وكنا نشجع على هذا الاتجاه، وأنا شخصيًا من خلال لقاءاتي كنت دائمًا أشجع على ذلك؛ لأنهم إذا فتحوا المفاوضات فإنهم سيخففون الضغط علينا كثيرًا، وحينها الـ "PYD" لن يتدخل في الموضوع السوري كما كان يفعل، وفي تلك الفترة كان جوابهم إيجابيًا، وبعد ذلك ترسخت هذه المسألة.

قال أحمد داوود أوغلو - وكان هذا اللقاء في قصر في اسطنبول، ربما يسمونه القصر المصري، فطابعه وطرازه على شكل العمارة المصرية وفيه زنابق - قال "في العام القادم، وفي وقت الزنابق، أنتم ستكونون في سورية"، بمعنى أنه في الربيع القادم، وبعض الناس اعتبروها إشارة إلى أنَّ المسائل محسومة. ومسألة أخرى حين قلنا إن هناك دعوة من نوري المالكي لنذهب إلى بغداد، قال [أوغلو]: " لا تذهبوا إلى بغداد؛ لأنَّه لا يوجد ضمان، وأنتم قادة سورية. ولكن بالنسبة لذهابكم إلى مسعود البارزاني فإننا نشجعكم على الذهاب". وأعتقد أنهم كانوا يعرفون بأن الموضوع في سبيل - ربما ذكر ذلك الدكتور برهان - المجلس الوطني الكردي، فالعامل الكردي كان مهمًا حينها، وكانوا يركزون عليه، أولًا فيما يتعلق بالتفاعل في منطقة الجزيرة وكوباني وعفرين، وأيضًا بعد ذلك والأهم الوجود الكردي في دمشق، ولو كان هناك توافق كردي كردي وكردي سوري بشكل كامل، فإن الوجود الكردي في دمشق نفسها ليس قليلًا، وكان يمكن أن يؤثر بشكل كبير، وكذلك في حلب، فهذه هي المراكز الأساسية. وفي دمشق إذا أخذنا مثلًا ركن الدين والكثير من الحارات الأخرى، هناك وجود كردي طاغٍ، سواءٌ الأكراد القادمون حديثًا من منطقة الجزيرة أو من مناطق أخرى، أو الأكراد القدامى منذ أيام الأيوبيين وما قبل الأيوبيين من الذين كانوا موجودين في دمشق. 

  

المهم أننا التقينا مع البارزاني، وأتصور أن اللقاء كان إيجابيًا جدًا، وحتى إن البارزاني تحدث حينها بصراحة، وقال: "علاقاتنا مع سورية أيام حافظ الأسد ساعدتنا كثيرًا، وعلينا أن نعترف بهذا الجميل، ولكن هذا النظام وما نراه من قمع وقتل (...)"، ودار الحديث حول هذه الأمور، وأبدى تعاطفه معنا كثيرًا، [وقال]: "نحن مع إرادة الشعب السوري". وفي الوقت ذاته وضعنا في الصورة [قائلًا:] "إذا تعاملتم مع قضيتكم على أساس أنها قضية حقوق إنسان ووثائق، نحن كانت لدينا أطنان من الوثائق التي تدين النظام السابق، ولكن لا أحد كان يعترف بها. متى سيساعدونكم كما ينبغي؟ حين يرون أنَّ لهم مصلحة عندكم، أو أن هناك مصلحة أنتم قادرون على تهديدها بطريقة من الطرق". هذا كان كلامه، وكان نوعًا من النصيحة التي وجهها لنا. وبعد ذلك تحدثت بخصوص موضوع الأحزاب الكردية، وتحدثت بنوع من اللوم والعتب أنَّ هؤلاء يحاولون تطبيق نموذج كردستان العراق لدينا، وهذا لا يمكن قبوله عندنا، وشرحت الموقف كما شرحته الآن، وأن الأمر يعود لأسباب تاريخية وجغرافية وديموغرافية وسياسية، وهو وافقني على أن هذا الكلام في محله، [وقال]: "أنا أوافق على هذا الكلام".

بعد ذلك حين خرجنا كانوا قد رتّبوا وأحضروا عبد الحكيم بشار، والتقينا أول مرة هناك في مصيف صلاح الدين، وبدأنا الحديث. وعبد الحكيم أنا أعرفه منذ زمن، وقبل أن يكون حزبيًا، فأنا أكبر منه، وكنت في العمل السياسي لفترة طويلة، وحين كنت قياديًا لا أعرف إذا كان قد انتمى لحزب أم ليس بعد. المهم أنه جاء، وكان هناك نوع من الاحترام، وتحدثنا في الموضوع، واتفقنا على أن نستكمل النقاش. وبالنسبة لبرهان أعتقد أنه عاد، وبقينا أنا وعبد الأحد [اسطيفو] كي نستكمل النقاش مع المجلس الوطني الكردي. 

 

[بخصوص] النقاط التي كانوا يطرحونها، كان هناك موضوع الفيدرالية، وطبعًا البعض طرح حق تقرير المصير، ونحن كنا مع اللامركزية الإدارية الموسعة مع إعطاء دور للسلطات [المحلية – الشاهد]. تلك كانت النقطة الأساسية، وكذلك مسألة الاعتراف بالوجود الكردي والهوية الكردية، أما بالنسبة للسياسة الاضطهادية، فالمجلس الوطني السوري نفسه لم يكن واضحًا بهذا الخصوص، ونحن في نقاشاتنا حين كنا نحاول أن نثبت بعض المسائل كان هناك تلكؤ، فنحن لا نتخذ المواقف الواضحة الصريحة علمًا بأننا ناقشنا هذا الموضوع كثيرًا.

أتذكر مرة في القاهرة كان هناك نقاش عميق بيني وبين سمير نشار، حيث قال لي: "الشيء الذي تطالب به أنت كشخص، لم نعطه لـ 5 أحزاب كردية في إعلان دمشق"، طبعًا قلت له حينها: "الأمور تغيرت وتبدلت، ونحن نريد أن ننطلق إلى المشروع الوطني السوري، ونريد أن نطمئن الجميع. وأنا لا أطرح هذا الموضوع لأنّني كردي، ولكن هذا الموضوع يجب أن نتعامل معه كقضية وطنية، ونسد الأبواب على كل شيء". وثبّتنا حينها نصًا كما أذكر، فهناك نص توافقنا عليه، وكنت أدافع عنه، وبعد ذلك ثبتناه. وبعد أن ثبتناه طُرِح موضوع وضع السريان الآشوريين، فقال سمير نشار: "نفس الشيء الذي أعطيناه للأكراد سنعطيه للسريان"، علمًا أن المسألة السريانية ليست كالمسألة الكردية في سورية، وهذا واضح، ولكنني لم أعترض، وقلت له: "ليس لدي أي مانع"، وثبّتنا ذلك. هذا النص الذي يطرح نفس التعامل مع القضيتين، استغلّه بعض الأكراد~~،~~ بأنَّ القضية الكردية، يعني هل أعطونا حقوق السريان؟! هم يريدون أن يلعبوا، وجماعتنا لم يكونوا يستوعبون هذه المسائل.

توافقنا على بعض النقاط، وعلى أساس أننا سنتابع [النقاش]، وعاتبت حينها عبد الحكيم بشار، وكان الدكتور فؤاد الحسين موجودًا في اللقاء، وهو الآن وزير خارجية العراق وصديق لي ونحن قريبان جدًا من بعضنا، وأمام الدكتور فؤاد قلت له: "عبد الحكيم أنا أرسلت لك 8 ايميلات، لماذا لم ترد على الرسائل بخصوص المجلس الوطني؟"، لم يجبني بشيء، وكان يتهرب، وعلى ما يبدو أن موضوع إسقاط النظام كان أيضًا مسألة إشكالية، وقسم منهم لم يكن يريد الانضمام نهائيًا. 

 

 بعد ذلك بدأت المفاوضات مع المجلس الوطني الكردي، وأنا شخصيًا سافرت لأجلها، وذهبت إلى المجلس الوطني الكردي أكثر من 10 مرات. وكان في الوفد عبد الأحد، وأحمد رمضان كان موجودًا في بعض الجلسات، وفي إحدى المرات التقينا في اجتماع كبير، وحتى المرحوم عبد الحميد درويش كان موجودًا، وكذلك عبد الحكيم بشار، ومجموعة [من الأشخاص]، ولكن كان واضحًا أنه لم تكن هناك رغبة جادة ليأتوا إلى المجلس [الوطني السوري]، ونحن من جهتنا لم يكن لدينا نص واضح من الممكن أن نقدمه بما نراه بخصوص القضية الكردية.

بدأ يتبلور هذا النص في اجتماع تونس (انعقد اجتماع الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري في تونس في 16 كانون الأول/ ديسمير 2011 – المحرر)، وعلى أساس أننا سنكتب البيان الختامي، وكنا قد شكلنا لجنة لصياغة البيان الختامي، وأنا كنت في اللجنة. وفي اجتماع تونس، سبق وتحدثنا أنه كانت هناك فوضى، وبالنسبة لبرهان [غليون] في الجلسة الأولى، وبعد أن هجموا على موضوع التمديد (تمديد مدة رئاسة المجلس الوطني – المحرر)، تقريبًا حصلت معه حالة انهيار، ولم يستطع أن يتابع الاجتماع، واضطررت أن أدير الاجتماع الثاني، وكانت هناك إشكالية. المهم أنني تأخرت على اللجنة التحضيرية حيث كانوا يريدون أن يصوغوا البيان، ودخلت وكانوا الجماعة كلهم ينتظرون، وكان عبيدة نحاس موجودًا، وكذلك أحمد سيد يوسف أو غيره من الإخوان المسلمين، وبسام يوسف وعبد الأحد [اسطيفو] أيضًا.

 قال لي عبيدة [نحاس]: "نحن كتبنا بيانًا، وبالنسبة للقضية الكردية هذا الذي كتبناه"، وكانوا قد كتبوا سطرًا تقريبًا، [وأضاف:] "هل تقبل به؟"، فقلت: "طبعًا لا أقبل به"، فضحكوا كلهم، وقالوا: "كنا نعرف أنك لن تقبل، لذلك نحن سنترك موضوع الصياغة لك، أنت من سيكتبه". وكان ذلك نوعًا من تعزيز الثقة، كما أتصور، فمن خلال التجربة، وكنت قد التقيت بعبيدة في العام 2004، وتحدثنا أيضًا عن هذا الموضوع خلال لقاء مع المعارضة السورية، وهيثم مناع والبيانوني وغيرهما كانوا موجودين، ومن خلال العمل حيث كانوا يتابعون كتاباتي، وأحيانًا عندما أنشرها في الجرائد كانوا ينشرونها لديهم أيضًا، هذا هو النَّفَس الوطني الذي كنت دائمًا أركز عليه؛ لذلك حين كتبت النص كتبته بهذا النفس، وهو موجود في بيان تونس إذا عدنا إليه.

 البعض منهم كانت لديه نفس رواية أبو كرم - سمير نشار، [حيث قالوا]: "حسنًا، سنكتب للسريان نفس النص"، ولكن للأمانة والتاريخ قال عبد الأحد: "لا، القضية الكردية مختلفة عن القضية السريانية"، وقال: "يا دكتور، اكتب لي سطرًا أو سطرين عن القضية السريانية"، وأنا أيضًا كتبت هذا النص، ولم يحصل عليه أي اعتراض. وحين أتينا إلى بيان تونس، وقُدِّم البيان، كان أول نص جدي كتبته المعارضة السورية بشكل رسمي، ويُتبنى من وسائل الإعلام الدولية والعالمية، وهذا حقق انطباعًا إيجابيًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/26

الموضوع الرئیس

الحراك الكردي في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/88-07/

رقم المقطع

07

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011-2012

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-مدينة القامشلي

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

المجلس الوطني الكردي

المجلس الوطني الكردي

حزب العمال الكردستاني

حزب العمال الكردستاني

حزب الاتحاد الوطني الكردستاني

حزب الاتحاد الوطني الكردستاني

الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا

الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا

الشهادات المرتبطة