الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المجلس الوطني السوري واللقاءات الرسمية والقضية الكردية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:37:50

[ذهبنا] إلى أمريكا [في 29 كانون الثاني/ يناير 2012 – المحرر]، وأنا كنت مدعوًا أيضًا إلى اجتماع مع الجاليات الكردية السورية المنعقد في كردستان العراق، والمجلس الوطني [السوري] كان مع هذا الرأي بخصوص اجتماعهم، والاجتماع رعاه حينها الرئيس مسعود البارزاني، ولكنني اعتذرت، لأني كنت في طريقي إلى نيويورك.

ذهبنا والتقينا بسوزان رايس، والتقينا بالجالية السورية أيضًا، وفي تلك الفترة كان هناك الكثير من الآمال المعقودة لدى السوريين على التغيير السريع، وسبق وتحدثت عن هذا الموضوع، وعن القراءة الخاطئة [للواقع]، والتي أعتقد أننا كلنا مسؤولون عنها، فقد ذكرت في أكثر من مناسبة وفي لقاءات مع برهان [غليون] وميشيل [كيلو] -رحمه الله- وجورج [صبرة] وكل الأصدقاء، أنَّنا مسؤولون؛ لأن قراءتنا وتوقعاتنا كانت خاطئة، ولم نقدّر الموقف كما ينبغي، لذلك وصلنا لما وصلنا إليه بطريقة من الطرق.  

 

في لقائنا مع سوزان رايس، صرحت مباشرة وبكل وضوح أنَّه لن يكون هناك تدخل، ولا يوجد دعم نوعي [قائلةً بما معناه:]"أنتم يجب أن تعتمدوا على أنفسكم"، ولم نتلمس منها أي شيء يفيد بأنهم يمكن أن يساعدوا الشعب السوري؛ لذلك أحيانًا حين كانت تصدر بعض التصريحات و[تتحدث عن] الوعود، أظن أننا كنا نسمع بعض المواقف ونحاول أن نفسرها بما تتناسب مع رغباتنا. 

كانت قد بدأت حينها عمليات القتل، ويوميًا كان هناك 20 أو 30 شخصًا [يُقتلون]، أذكر أنه كان في الاجتماع أيضًا، وهذا أمر مهم، جيفري فيلتمان، وهو معروف، فقد كان السفير الأمريكي في لبنان ويعرف المنطقة، وتحدث قائلًا: "أنا أعرف المنطقة بشكل جيد، وأعرف طبيعة النظام. هذا النظام مجرم إلى أبعد الحدود، فالآن العدد 20، ربما يرتفع العدد إلى 100 و200"، وكان يقصد عدد الشهداء والقتلى، فتوجهت حينها إلى جيفري وقلت له: "جيفري، أنتم إذا بلغ العدد 100 أو 200، هل ستتدخلون؟"، قال: "نعم سنتدخل".

وبعد ذلك تحدثت مع سوزان رايس في نفس الاتجاه، وقلت لها: "نحن نعرف طبيعة النظام وأساليبه واستراتيجياته وتضليله، فإذا استمر استبداد النظام بهذا الشكل، وهذا الهجوم السافر على السوريين وهذا القتل، وكذلك [استمرت] سلبية المجتمع الدولي، ففي نهاية المطاف أنتم تفتحون الطريق للمتطرفين والإرهاب. وفي الساحة السورية ليست لدينا أرضية الآن لهذه الأمور، ولكن النظام لديه خبرة وتجربة في العراق ولبنان، وسيصنّع هذه الجماعات ويأتي بها". بالنسبة لجوابها هي كانت تستمع فقط، ولا أذكر أنني سمعت منها كلامًا واضحًا ومحددًا، لا "النصرة" ولا "داعش"~~،~~ ولكنني نبهت بأنَّ التطرف قادم، و[قلت] "إن النظام سيعمل بطريقة بحيث يضعكم أمام بديلين فاسدين، إمَّا الاستبداد أو الإرهاب". نحن ذكرنا هذا الكلام منذ ذلك الحين، ولكنني رأيت أنه لم يكن هناك أي شيء من طرفهم. 

لنعود إلى موضوع جيفري، ولو تجاوزنا الإطار الزمني، فبعد ذلك عندما أصبحت رئيس المجلس [الوطني السوري]، وسافرنا إلى هناك [في أيلول/ سبتمبر 2012 – المحرر]، وكان جيفري قد أصبح حينها نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المساعدات (كان جيفري فيلتمان وكيل الأمين العام للشؤون السياسية – المحرر)، التقينا حينها أيضًا في الأمم المتحدة في نيويورك، وذكّرته وقلت له: "جيفري، أنت قلت لي إنَّه في حال وصل العدد إلى 100 أو 200 سنتدخل، والآن العدد وصل إلى الـ 1000، وفي بعض الأحيان وصل إلى 1300 كما حدث في داريا"، فكان جوابه: "أنا أخجل من موقف حكومتي"، ولكن كيف لنا أن نستفيد من هذا الكلام.

 

نعود لموضوع الملف الكردي، وأنا أعتقد أننا لم نستثمره كما ينبغي، وفي تلك الزيارة التي ذهبنا فيها إلى أمريكا، عقدوا اجتماعًا للجالية السورية من أجل [جمع] التبرعات للثورة السورية، ربما كان ذلك في نيوجرسي، ولكن على اعتبار أن الأحداث كانت متلاحقة جدًا، وأحيانًا في اليوم الواحد كانت هناك زيارات لأكثر من مكان، لم أعد أتذكر، ولكنني أظن أنه كان في نيوجرسي. كانت القاعة واسعة، وأظن أن 1000شخص كانوا موجودين فيها، وجاؤوا وهم متحمسون، وهم من الجالية السورية في أمريكا. برهان كان يتحدث حينها، فهو كان رئيس المجلس، ومعنا أعضاء الوفد، أعتقد أنه كان هناك عبد الأحد [اسطيفو] ونذير [الحكيم]، ولا أذكر إذا كانت بسمة [قضماني] موجودة أم لا، التفت برهان وقال: "عبد الباسط، هل تريد أن تقول شيئًا؟"، فقلت له: "لا، أنت أكمل"، فأنا ليست لدي هذه المسألة أنَّ شخصًا عربيًا يتحدث أم كرديًا، وبالنسبة لي في نهاية المطاف [الموقف] السوري هو الذي يجمعنا طالما أن الكلام الذي يُقال هو الكلام الصحيح. 

بعد ذلك طُرح سؤال، وذلك بعد أن تحدث الدكتور برهان، حيث كانت تُطرح بعض الأسئلة، فطُرح سؤال: "متى سينضم المجلس الوطني الكردي إلى المجلس الوطني السوري؟"، التفت برهان، وقال: "عبد الباسط، هذا من اختصاصك، فأنت تتابع الموضوع، وعليك أن تتحدث". أجبت حينها، وأخبرتهم بما يحصل بيننا، وأننا نذهب ونأتي [للقاء بهم]، وأننا نقوم بالاتصالات، وبعد ذلك طُرح سؤال عن الجيش الحر، فقلت: "برهان تفضل"، قال: "لا، [بخصوص] الجيش الحر نحن التقينا بهم مع بعضنا، و[التقينا] رياض الأسعد، أكمل أنت"، فأكملت الموضوع. وبعد أن انتهينا، كانت هناك استراحة للقاء الحضور، جاء 3 أو 4 شباب إلينا لا أعرفهم، وسلموا عليّ، ثم قالوا لي: "انظر يا دكتور، هنا في الاجتماع لا يوجد أي شخص كردي، ونحن كنا نريد أن تتحدث أنت، ونريد أن نستمع لك، ولكننا رأينا أنَّ الدكتور برهان لم يعطك مجالًا؛ لذلك تقصدنا أن نطرح السؤال: متى سينضم المجلس الوطني الكردي؟ حتى يصبح الحديث لك".

أقول هذا المثال، وكنت قد ذكرته أكثر من مرة مع القيادات الكردية، لأظهر أنَّ التعاطف مع القضية الكردية إلى أي حد أصبح، وكيف تغيرت العقلية، فقبل الثورة كانوا يقومون بأي شيء في سبيل أن يقطعوا عن الكردي فرصة الكلام، والآن يفعلون أي شيء في سبيل أن يتحدث. كانت هناك آمال معقودة، ولن أقول: "الأكراد"؛ لأن الشعب الكردي متعاطف مع الثورة وضد هذا النظام إلى أبعد الحدود، فهو عانى جدًا من هذا النظام، ليس على مدى سنة أو سنتين، بل على مدى عقود، فالنظام دمر مستقبل الناس. سبق وتحدثنا عن المكتومين، فالمكتوم هو غير المعترف بوجوده إنسانيًا، وهو غير قادر على أن يكمل تعليمه، وقصص أخرى كثيرة غير المسائل الثقافية واللغة، فهناك مسائل مصيرية حصلت. ولكن الأحزاب الكردية، وبموقفها الانتهازي أساءت كثيرًا، وأقول مثلًا: أثناء الثورة وفي البدايات ربما كان التعاطف السوري مع القضية الكردية 90 %، وحاليًا أصبح 20% أو أقل، وهذا كله يحتاج إلى عمل ومتابعة، وهذه خسارة استراتيجية، كما لو قارنا الآن الوضع في روسيا وسمعتها، ومن كان المسؤول؟ تلك الأحزاب والمواقف غير المسؤولة والرغبات الشخصية. 

 

نعود إلى بيان تونس (انعقد اجتماع الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري في تونس في 16 كانون الأول/ ديسمير 2011 – المحرر)، حين أصدرنا بيان تونس، و[بالنسبة] لصياغته أنا الذي كتبته ومعروفة هذه المسألة، ربما بعض الناس الذين لم يكونوا موافقين على البند الكردي خاصةً، لم يستطيعوا أن يواجهوا على اعتبار أن الحالة هكذا كانت تتطلب.

 

دُعينا إلى جنيف على أساس أننا سنلتقي بـ [هيلاري] كلينتون، وكان الاجتماع أول مرة يحدث (لقاء وفد من المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون مع كلينتون في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2011 – المحرر)، وكان واضحًا أنَّه بالنسبة لهم هو نفس الموقف الذي سمعناه من سوزان رايس، بمعنى أنَّه لا يوجد تدخل أو لا يوجد هذا الدعم. ومن ناحية أخرى كلينتون كانت تتعرف للمرة الأولى على الأعضاء، ومعظم الناس موجودون في الخارج، وليسوا من الداخل، ولكن مع ذلك أنصتت، وكانت تركز على أنَّ الموضوع يجب أن يكون متكاملًا، وأن يمثّل المجلس كل السوريين، وكان هناك هذا التوجه. كان نبراس الفاضل أيضًا موجودًا، وهذه شهادة للتاريخ، ولكنه كان مصرًا ألا تظهر صوره؛ لذلك أثناء الصور التذكارية خرج نبراس، وكانت كلينتون متفهمة لذلك الموقف الذي يحدث. 

  على اعتبار أننا كنا في البداية والمسألة جديدة لم يكن عندي فكرة كيف جاء نبراس إلى المجلس، ~~ـ~~وإذا سألتني عن رأيي الآن أقول إن وجود نبراس كان مهمًا، ونبراس كان مفتاحًا من مفاتيح التواصل مع العلويين، وأنا دائمًا أذكر وذكرت صراحةً أن المجلس الوطني السوري لم يتمكّن مع الأسف من طمأنة جميع السوريين دون استثناء، وخاصةً العلويين والمسيحيين والأكراد. الملف الكردي عملنا عليه، على اعتبار أنني كنت أحمل الملف وأعمل به بشكل مواظب، ولكن بالنسبة للملف العلوي، فبدل أن نتعامل معه بدقة ونتابعه ونرى مفاتيحه، اكتفينا بأن نأتي بشخصية أو شخصيتين من الشخصيات العلوية على أساس أن هؤلاء يمثلون العلويين، دون أن ندقق بمدى علاقتهم وتأثيرهم في الواقع العلوي كما ينبغي. وحتى بالنسبة إلى المسيحيين، فليست القضية أن نحضر شخصية مسيحية.

ذكرت في الشهادة أنه في العام 2004 عندما حدثت انتفاضة القامشلي، التقينا حينها وعقدنا اجتماعًا مع المثقفين السريان الكبار، وكان هناك أساتذة الجامعات، وأنا دعوت لهذه الدعوة، وكان هناك مثقفون أكراد أيضًا. والتقينا في المكتبة الكردية في استوكهولم، وهذه المكتبة معروفة هناك، والنقاشات كانت جيدة جدًا وإيجابية، ولكن في نهاية المطاف قالوا: "نحن كمثقفين لا نريد أن نخبئ عن بعضنا، القرار الأول والأخير عند المطرانية؛ فيجب أن تلتقوا بالمطران". وذهبنا والتقينا بالمطران. فإمكانية اللقاء بالكنائس المسيحية كانت موجودة، ولكننا لم نلتقِ بها كما ينبغي، وربما كان سببًا من الأسباب القراءة الخاطئة للمشهد، بمعنى أنَّه من الممكن أن تنتهي القضية خلال 20 يومًا أو شهر، كما حصل في مصر وتونس، وعندنا سيحدث الشيء نفسه أيضًا؛ لذلك مهما فعلنا سنصل [إلى الهدف – الشاهد].

 

 سبق وأن طرحت هذا الموضوع في لقاءات رسمية وندوات، وتناولته [وقلت] إنَّنا لم نتعامل مع المخيمات كما ينبغي، ولم نتعامل مع الداخل في العمل الميداني كما ينبغي، وكذلك مع الجاليات كما ينبغي، بمعنى أننا لم نفعل شيئًا، وكانت مجرد شعارات تُطلق: "يجب أن نفعل كذا، ويجب أن نفعل كذا"، بينما في نهاية المطاف يجب أن تذهب وتتدخل.

وفي أحد اللقاءات مع أحد الإخوة من كردستان العراق، سألني - وهو من الأشخاص المسؤولين- :"الجيش الحر عندكم كيف يتشكل؟"، فقلت: "والله هو يتشكل لوحده، لم يخرج بقرار سياسي من المجلس الوطني، إنما هم يعلنون عن أنفسهم". فقال: "لا، نحن لم نكن نعمل بهذه الطريقة. نحن عندنا قيادي من القياديين أو مسؤول سياسي من المسؤولين، طبعًا هو أيضًا يؤدي دور القائد العسكري، فيأخذ سلاحه ويأخذ معه مجموعة، ويذهبون إلى منطقة من المناطق. وفي تلك المنطقة يجلسون بين الناس، ويقيمون علاقات، ويشكلون تنظيمًا، ويبقون على تواصل مع التنظيم سياسيًا وإداريًا ليكون تابعًا للقيادة السياسية. أما أن تتشكل هذه الفصائل لوحدها، وفي نهاية المطاف أنا الذي أقودها، لا يمكن أن تحدث هذه المسألة".

 

 وفي الائتلاف [الوطني لقوى الثورة والمعارضة] قلت مرة إنَّنا تعاملنا مع الجيش الحر بعقلية المتعهدين، بمعنى أنني أجلب أموالًا وأعطيها لتلك الفصائل. وفي مرحلة من المراحل مع الأسف لم يعد الائتلاف يعمل كائتلاف، فهناك مجموعات ضمن الائتلاف يقومون بذلك، ويأتون ويقدمون أنفسهم على أساس أنهم ممثلون للقوى العسكرية، وكان ذلك نوعًا من الاستقواء، بمعنى أنه فرض الشروط على الآخرين؛ لذلك كان هناك جملة من الأخطاء. 

 المجلس الوطني [السوري] أتصور أنه وقع في نفس الإشكالية، والإشكالية كانت قراءة خاطئة فحواها أنَّ التغيير قادم وحتمي وسريع؛ لذلك لا يوجد داعٍ لأن نرهق أنفسنا بالقضايا الفرعية الأخرى. وأهمية القضية الكردية كنت أستوعبها؛ لأنَّ النظام سيستغلها، والقضية عميقة، ولكنهم لم يكونوا يتصورون مدى هذه القضية، [فكنا نقول]: "يا جماعة، هذه القضية يجب أن نعطيها [حقها]، وأن نطمئن الآخرين، وأن نقيم علاقات مع العلويين"، ولكننا لم نقم بهذه المسألة؛ لذلك النتائج ظهرت لاحقًا. 

 

في 2 نيسان/ أبريل [2012] صدرت الوثيقة (الوثيقة الوطنية التي أصدرها المجلس الوطني السوري حول القضية الكردية – المحرر)، والذي حصل أنه تقرّر عقد مؤتمر [أصدقاء الشعب السوري – الشاهد] بعد مؤتمر تونس، وذلك في اسطنبول، وتقرّر دعوة وفد من المجلس الوطني الكردي إلى هذا المؤتمر، وعلى أساس أنه سيكون هناك مؤتمر للمعارضة السورية، وبعد ذلك سيُعقد مؤتمر لمجلس أصدقاء سورية (المقصود مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في اسطنبول والذي انعقد في 1 نيسان/ أبريل 2012 – المحرر)، وكانوا في فترتين قريبتين من بعضهما كثيرًا.

جاء وفد من المجلس الوطني الكردي، وقبل المؤتمر جلسنا في المكتب التنفيذي [للمجلس الوطني السوري]، وكان هناك جورج [صبرة] وبرهان [غليون] ومجموعة من الأشخاص، وكانت هناك "وثيقة العهد" التي يجب أن نتوافق عليها، وفيها عموميات، بمعنى: عدم التمييز بين جميع أبناء الشعب السوري، وليس فيها تسمية للمسائل، وإنما كانت عمومية. وكان رأيي، على اعتبار أن اختصاصي له علاقة بعض الشيء بالفلسفة والمنطق، وقلته لهم: "الشيء المكتوب دالة قضية، وكأننا نقول: سين زائد عين (عملية جمع) يساوي جيم مثلًا، ولكن إذا أردنا أن نحدد ونشخّص ماذا نقصد بسين؟ وماذا نقصد بعين؟ وماذا نقصد بجيم؟ فيجب أن تكون المسائل واضحة، لذلك برأيي أن نحدد المسائل بوضوح. وبالنسبة للقضية الكردية يجب أن نثبت نص وثيقة تونس"، والمقصود بهذه الوثيقة البند الخاص بالقضية الكردية كما جاء في البيان الختامي [لمؤتمر المجلس الوطني السوري] في تونس.

رفض برهان، لماذا؟ قال: "لماذا نكرر؟"، فتحدثت معه وكنت واضحًا، وقلت له: "دكتور برهان، القطع مع الاستبداد يعني القطع مع المنظومة المفهومية التي رسختها سلطة الاستبداد، ولكن على ما يبدو أنكم لم تتحرروا من هذه المنظومة بعد"، قلتها له صراحةً. وكان جورج صبرة حينها مع برهان غليون في ذلك، وكان هذا النفس القومي موجودًا مع الأسف، ولكنه بعد ذلك تغير، بالنسبة لجورج أعتقد أنه تغير كثيرًا. 

 حاولت مع برهان أن يضع بند تونس الذي سبق وأصدرناه، ورسميًا هو بياننا، وهذه النقاط نريد أن نضعها هنا، فلم يقبل. وبقينا حتى الساعة 12 ليلًا ولم يقبلوا، وأنا طوال عمري ودائمًا في الاجتماعات لا أميل إلى الانسحاب، وفي الاجتماع السوري أشعر أنني في بيتي، فممّن أنسحب؟ أنا أقول رأيي صراحةً، وفي نهاية المطاف أسمع وأحاور، ولست من أنصار الانسحاب. ولكنني وصلت إلى درجة أنني عند الساعة 12 قلت له: "على ما يبدو أنه لا فائدة، نحن نتحدث بلغتين مختلفتين تمامًا"، وخرجت من الاجتماع، وذهبت إلى غرفتي.  

 في صباح اليوم التالي عدنا إلى الاجتماع، وعدّلوا بعض الأشياء، ولكن كأنك تأخذ منهم بالقطارة حتى نكون واضحين، والمسألة أظن أنها كانت بديهية جدًا، فالبند الذي سبق وتوافقنا عليه نريد أن نضعه. ولا أستطيع تفسير [ما حصل] سوى أن هناك أفكارًا مسبقة ونزوعًا قومويًا، ولا يوجد أي تفسير آخر للموضوع. 

عدّلنا القليل، وفي اليوم التالي عندما جاء كنت بين نارين: [بعض الزملاء في المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري] والمجلس الوطني الكردي وخلافاته، وهو ضد وجودي في الأصل في المجلس الوطني السوري، حتى إنني سمعتها مرة من الرئيس مسعود البارزاني، حيث قال إنه في لقاء من اللقاءات مع المجلس الوطني الكردي، جاؤوا فقط كي يطلبوا منه قائلين: "نريد منك أن تطلب من عبد الباسط سيدا أن يترك المجلس الوطني [السوري]"، وحينها لم أكن قد التقيت به بعد. فقال لهم: "أنا هذا الشخص سمعت عنه، ولكنني لم ألتقِ به. وعندما أسمع كلامه وحواراته ومناقشاته [أجد] أنَّ كلامه عقلاني، فهو يتحدث بشكل موضوعي بشكل عام. لماذا أنتم ضده؟! لا أعرف". وبالتالي هناك الحساسيات الحزبية من ناحية، ومن ناحية أخرى تجد أنك تواجه هذا الموقف غير المفهوم من جانب من يُفترض بهم أن يكونوا شركاءك.

في اليوم التالي جاء المجلس الوطني الكردي، وكانت لدينا الكتلة الكردية ضمن المجلس [الوطني السوري]، وكان فيها 3 أحزاب سياسية: حزب آزادي، وحزب يكيتي، وتيار المستقبل، وأيضًا ممثلو التنسيقيات الشبابية الكردية، وهم تنسيقيات اتحاد الشباب الكردي (المقصود اتحاد تنسيقيات الكرد – المحرر)، و"سوا" (ائتلاف شباب سوا)، و"آفاهي" (ائتلاف آفاهي للثورة السورية). وكانت لدينا تنسيقية أخرى، كان لدينا تواصل معها، وهي التآخي (تنسيقية التآخي الكردية) في حلب، وكان لها دور مهم جدًا في منطقة في عفرين، وكانوا مشجعين لموفقنا، ولا أعرف هل كان لديهم مندوب أم أنه أصبح لديهم مندوب بعد التوسعة.

 جلست مع المجلس الوطني الكردي، ووضعتهم في صورة [الوضع]، وقلت لهم: "انظروا يا جماعة، بالنسبة لمشروع البيان، هذه هي النسخة التي توصلنا إليها، وقد حاولت جاهدًا أن نقوم بالتعديل، وأن نضع بيان تونس، ولم نستطع، ولكننا قمنا ببعض التعديلات. على كل حال، نحن سنشكل الآن 10 لجان - أظن أن العدد كان بحدود 10 لجان - وهم الذين سيناقشون وثيقة العهد. في كل اللجان لدينا أصدقاء من السوريين، يتعاطفون ويتضامنون مع القضية الكردية بوصفها قضية وطنية، وليس من أجل الأكراد. ولذلك برأيي أن تتوزعوا على اللجان كلها، وأن تذهبوا وتدافعوا عن وجهة نظركم. وإذا رفعتم السقف الذي تتوافقون عليه قدر الإمكان، فالأمور ستكون على ما يرام، أمَّا إذا رأيتم موقفًا معاديًا وأمورًا لا تقبلونها، فإننا حينئذ سنتخذ موقفًا مشتركًا". وكان هناك أشخاصًا قد جاؤوا وهم لا يريدون أن يشاركوا بأي شيء، فردّ علي أحد الأشخاص قائلًا: "نحن لا نريد أن نتوزع على 10 لجان، نريد أن يكون الأكراد في لجنة واحدة"، قلت له: "ماذا؟! أنتم تريدون أن تتناقشوا مع بعضكم فقط كأكراد؟!". وحينها فهمت أنَّ هناك نية [مسبقة]، وهناك مجموعة جاءت كي تنسحب، ولا تريد المشاركة. 

عرضنا عليهم داخل القاعة أنهم عندما يجلسون على المنصة - أظن أنه كان هناك 7 أو 8 أشخاص سيجلسون حسب "البروتوكول" الذي وضعته [اللجنة المشرفة – الشاهد] - كل شخص سيلقي كلمة، وبعد ذلك الوفود القادمة ستلقي كلمة. وقلت لهم: "أنتم كمجلس وطني ليجلس شخص واحد منكم على الطاولة هناك، على اعتبار أنكم موجودون باسم المجلس الوطني الكردي، ويلقي كلمة، وأيضًا رئيس المجلس الوطني الكردي سيلقي كلمة"، فقالوا: "لا، نحن لن نشارك في الطاولة، ولن نجلس هناك، ولكننا سنلقي كلمة".

بعد ذلك اتفق الإخوة في المكتب التنفيذي على أن ألقي الكلمة طالما ستكون هناك كلمة للكرد، فحضّرت الكلمة وعلى أساس أنني سألقيها، فإذا بهم متهيئين لذلك، وبينما كنت سألقي كلمتي، شاهدت شخصًا من المجلس الوطني الكردي قد أتى إلي وقال: "برأينا ألا تلقي كلمتك"، فقلت له: "أنت لا تتخذ القرار عني، أنت مسؤول عن المجلس الوطني [الكردي]، وأنا هنا في المجلس الوطني السوري، وأريد أن ألقي كلمتي". وقدمت كلمتي، وشددت على أن [القضية الكردية] قضية وطنية وديمقراطية. وفجأة قفز عبد الحكيم بشار دون سابق إنذار وبدون تمهيد، وقال: "نحن نشعر بأننا مهمشون ومبعدون، فأنتم لا تشاركونا"، وكل الكلام الذي قلناه لم يأخذه على محمل الجد، [وأضاف:] "فاتخذنا قرارًا بالانسحاب"، وانسحب مباشرة. وحينها أثروا على الكتلة عندنا (المقصود الكتلة الكردية داخل المجلس الوطني السوري – المحرر)، وانسحب كل أفرادها، من الذي بقي في الموقف؟ أنا الشخص الوحيد الذي بقي في المشهد. طبعًا كان الموقف مربكًا جدًا، وبالنسبة لي كان ضاغطًا جدًا؛ لأنَّ الناس الذين في الخارج لا يعرفون الوضع، فهم يظنون أنَّ الكرد كلهم انسحبوا، وعبد الباسط سيدا هو الوحيد الذي وقف ضد الكرد، وحدثت حملة شنيعة، وبالنسبة لي الـ "PYD" (حزب الاتحاد الديمقراطي) وقف خلفها.

حصل حينها تواصل بيننا وبين الإقليم (إقليم كردستان العراق)، وكان الإقليم منزعجًا جدًا من القرار، وبالنسبة لرئاسة الإقليم كانوا ضد الانسحاب، وقالوا صراحةً: "نحن حين فهمنا منهم، وقلنا لهم إذا ذهبتم يجب ألا يكون ذلك بشرط الانسحاب"، وقالوا لي: "حسنًا فعلت، وجميعهم يجب أن يعودوا عن طريقك، وسيعودون في نهاية المطاف. وموقفك كان في محله". طبعًا كنت قد اتخذت موقفًا، ودافعت عنه، وتحملت [الحملة ضدي].

 

في مؤتمر المعارضة ألقيت كلمتي، وهناك مسألتين حصلتا بالتوازي: مؤتمر المعارضة أولًا، وبعد ذلك مؤتمر أصدقاء سورية، وكان الفارق بينهما يومًا واحدًا. في اليوم الثاني عندما انسحبت الكتلة، وعقدت مؤتمرات صحفية، وحصلت بلبلة، شعر برهان [غليون] بحرج شديد، ويومها كان من المفترض أن أدخل إلى مؤتمر أصدقاء سورية، وكنت ضمن الوفد، ولكنني رفضت أن أدخل. بالنسبة لبرهان، وحتى يعدّل الموقف، جاء ببيان تونس من جديد، ووضعه في كلمته التي ألقاها أمام مجلس أصدقاء سورية مع [هيلاري] كلينتون. انظر إلى الخطأ، فقد كان من المفترض أن نقوم بهذه الخطوة، وألا نصل إلى هذه النتائج، ولكن هذا ما جرى. 

 جهّزت بيانًا باللغة العربية والإنكليزية، وكانت هناك وثيقة اعتبرناها الوثيقة الوطنية حول القضية الكردية في سورية، وهذا النص كان حصيلة النقاشات التي قمنا بها مع المجلس الوطني الكردي، ونقاط التوافق، فقد كانت هناك نقاط خلافية، وكنا قد توصلنا إلى نقاط التوافق، وتباحثنا مع الأعضاء في الكتلة، حتى هؤلاء الذين انسحبوا، فقد عاد قسمٌ منهم بعد ذلك، حيث شعروا بأنَّ المجلس الوطني الكردي قد ورّطهم بعد أن وعدهم ببعض المسائل. كتبنا نص الوثيقة، وكان مطلبي أنَّ يوقع عليها كل أعضاء المكتب التنفيذي، وأن تُعد جزءًا لا يتجزأ من وثيقة العهد الوطني، وإذا لم يوافقوا فمعنى ذلك أنه لا توجد نية [للتفاهم]، وعندها كنت سأعقد مؤتمرًا صحفيًا أعلن فيه [ما حدث]، وأنسحب أنا أيضًا طالما أنه ليس هناك أمل. 

من الذين وقفوا إلى جانبي بصراحة، كانت بسمة قضماني، وكان لديها اجتماع مع [هيلاري] كلينتون، جاءت وقالت: "أنا لا أريد أن أذهب إلى الاجتماع"، وعندما جاؤوا وسألوها، قالت: "أنا متضامنة مع زميلي عبد الباسط بشأن الموضوع الكردي، ولن أذهب". وبعد ذلك جاء جيفري فيتلمان، وسلّم علينا، واعتذرت بسمة لأنَّها لم تحضر الاجتماع، فقال: "أنا متفهم، ونحن نقدّر موقفك". أحمد رمضان جاء للأمانة وللتاريخ، ولو أن هناك انتقادات أسمعها [بشأنه]، وأخذ موقفًا، [وقال]: "أنا سآتي بالموافقات"، وأول موافقة أحضرها كانت من الدكتور برهان نفسه حيث وقّع [على الوثيقة]، والنص موجود عندي بتوقيعاتهم، وكلهم وقّعوا، لا أذكر أن أحدًا لم يوقع، ففاروق طيفور وسمير نشار وكلهم وقعوا. طبعًا هذا أدى قليلًا إلى أن تهدأ المسائل، وبعد يوم أو يومين أعلنا عن تلك الوثيقة في مؤتمر صحفي في اسطنبول، وعلى أثره عادت الكتلة الكردية مرة أخرى إلى المجلس الوطني السوري. 

 

في هذا الاجتماع لم أشارك في اللقاءات؛ لأنَّ الوضع كان متوترًا جدًا وعاصفًا، وبالنسبة لي كانت هذه قضية مصيرية، فقد كنت أرى أنه في حال حصل هذا الانقطاع بين الموقف الكردي والموقف السوري، فستكون الخسارة هائلة، وكنت مصممًا على أن أحل هذه المسألة بشكل جذري، والحمد لله أقول إننا توفقنا إلى حد ما. 

 

بعد ذلك تعدّل [موقف المجلس] الوطني الكردي، ولكن من المفارقات، وأحيانًا من الانتهازية الحزبية والشخصية، أنه بينما كنا نهيئ أنفسنا لعقد مؤتمر صحفي وتسويق الوثيقة، ومن أين سنسوق الوثيقة؟ من اسطنبول، وهذه لها رمزية خاصة عند كل الأكراد في كل العالم، حيث يُفترض أن تركيا متشددة ضد الموقف الكردي، بينما أنت ستعتمد وثيقة وطنية، وباعتراف الجميع أن هذه وثيقة غير مسبوقة، وستقدمها في مؤتمر صحفي علني، اتصل أحد الأشخاص، وهو أحد الأصدقاء من المجلس الوطني الكردي، ولا أريد أن أذكر الاسم، وقال: "برأيي يا دكتور ليتكم تؤجلون هذا الموضوع الآن، وتجعلونه بعد عدة أيام". وكان ذلك تسويفًا في سبيل أن تبقى الحجة أنَّ المجلس [الوطني السوري] شوفينيّ، بمعنى أنه لا يعطي حقوقًا للأكراد، ولكنني كنت مصرًا، وقلت له: "نحن ماضون، وسنعلن عن المؤتمر". وبالفعل عقدنا المؤتمر، وشاركت به، وحضره أشخاص من تيار المستقبل [الكردي]، وكان أحمد رمضان موجودًا.   

سأتجاوز الإطار الزمني وأقول إنني حين أصبحت رئيس المجلس، حصلت عملية تسليم واستلام بين الـ "PYD" وبين النظام، حيث سلّمت السلطات السورية المناطق الكردية تسليمًا لـ" بي واي دي"، واحتفظت ببعض النقاط والمربعات الأمنية، وانسحب الجيش، بمعنى أنهم سلموها، وهذا ليس استنتاجًا، ولكن هناك معلومات، ونعرف بالضبط الذي حصل حينها. حصلت ضجة في الموقف التركي، وكان هناك اجتماع بيننا وبين أحمد داوود أوغلو (في 23 تموز/ يوليو 2012 – المحرر)، وذهبنا إلى أنقرة، والتقينا [وتناقشنا حول] الموقف كيف سيكون. وبعد ذلك أخذنا وفدًا وذهبنا إلى كردستان العراق في زيارة؛ لتكون نوعًا من تهدئة الأجواء، وكان هناك حرص على أن يكون أكثر الموجودين في الوفد من المكونات المجتمعية في محافظة الجزيرة. 

 

ضمن الوفد كان هناك أحمد الجربا وسالم المسلط وبسام إسحاق، ووالده معروف فهو شخصية وطنية سورية معروفة، وهو من عامودا، وكان هناك عبد الأحد [اسطيفو]، وأظن أن نذير الحكيم كان موجودًا أيضًا. التقينا في البداية مع الرئيس مسعود البارزاني (انعقد اللقاء في 2 آب/ أغسطس 2012 – المحرر)، وبعد ذلك التقينا مع برهم [صالح] أيضًا. وكان أحمد داوود أوغلو حينها في زيارة [إلى الإقليم]، وكان مقررًا أن يلتقي مع المجلس الوطني الكردي، وبعد ذلك عدلوا البرنامج على أساس أنَّ المجلسين سيكونان موجودين؛ المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي، وكان هناك ممثلون من إقليم كردستان، وكان وزير الداخلية موجودًا ( وزير داخلية الإقليم)، وكان أيضًا سعدي بيرا عضو المكتب السياسي من الاتحاد الوطني الكردستاني. 

 طبعًا هم لم يتحدثوا، بل كانوا مجرد شهود، وأكثر من تحدث نحن، ورئيس الوفد التركي الدكتور أحمد داوود أوغلو، والمجلس الوطني الكردي. دار الحديث، وتناقشنا كثيرًا حول الموضوع، وتحدث أحمد داوود أوغلو قائلًا: "الـ PYD إذا اعتبر نفسه جزءًا من المشروع الوطني السوري ومن الأحزاب الكردية السورية، لن يكون لدينا مانع، إنما إذا اعتبر نفسه من حزب العمال الكردستاني، فنحن لدينا موقف؛ لأنَّ حزب العمال الكردستاني في تصنيفنا هو حزب إرهابي". طبعًا تحدثت معه بوضوح حينها، والرجل أشاد قائلًا: "إن عبد الباسط حين يتحدث، فكأنَّه يقرأ من منهاجنا ومن برنامجنا في حزب العدالة [والتنمية]، وذلك بسبب العلاقات بين شعوب المنطقة والتمازج الحضاري"، فقلت له: "دكتور أحمد، هل كان بإمكانك أن تتخيل قبل 10 سنوات أن تكون هناك قناة [تلفزيونية] كردية رسمية في تركيا والدولة تمولها؟"، فضحك، وقال: "لو تعرف كم قاتلنا حتى فتحناها". قلت له: "حسنًا فعلتم، فأنتم غيّرتم في العقلية السياسية التركية والكردية في الوقت ذاته. وإذا اتخذتم 10 خطوات من هذا القبيل فإنكم ستفتحون الطريق. أما قضية أن حزب العمال [الكردستاني] إرهابي، ونحن لا نريد الانفتاح عليه عبر عملية سلمية، فإن ذلك لن يصل إلى نتيجة. أنتم يجب أن تبدأوا بالعملية السلمية، وأن تناقشوا المسائل لتصلوا [إلى توافقات – الشاهد]، وهذه التفاهمات سوف تكون لمصلحة الجميع: لمصلحة تركيا وكرد العراق وكرد سورية والسوريين وكل المنطقة".

طبعًا كلامنا هذا كان حينها على أساس أنه لا توجد عملية سياسية، وكانت مستحيلة، ولكنها بدأت (المقصود العملية السياسية بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، والتي بدأت في أواخر العام 2012 وتوقفت في خريف العام 2013 – الشاهد). وبعد ذلك التفتّ إلى رئيس المجلس الوطني الكردي، كان اسماعيل حمه -رحمه الله- وأعرفه جيدًا منذ زمن طويل؛ لأنني في فترة من الفترات كنت مسؤول مسؤوله الحزبي، وهو كان عضوًا عندنا في الحزب، وبعد ذلك أصبح رئيس المجلس الوطني الكردي، وكان معه عبد الحكيم بشار ومجموعة، قلت له: "اسماعيل، أودّ أن أطرح عليك سؤالًا: ما رأيك بالوثيقة الوطنية حول القضية الكردية في سورية التي أصدرها المجلس الوطني السوري؟"، قال: "هذه الوثيقة تلبي 90 % من مطالبنا".

بعد ذلك، وفي لقاء خاص مع الرئيس مسعود بارزاني، وهذه أيضًا شهادة للتاريخ، ذكرت له وقلت: "أنا طرحت هذا السؤال على رئيس المجلس الوطني الكردي، وهكذا أجابني. ولو أنني كنت في الشروط الحالية - علمًا أنني عملت في هذه القضية منذ كان عمري 13 أو 14 سنة، وأيضًا والدي وجدي عملا في هذه القضية - لو أمكنني في الظروف الحالية أن أحصل على 60 % من مطالبي سأقبل، وليس 90%، فلا أحد سيعطيك 100%". لذلك كانت هناك إشكالات كبيرة في الموضوع، وفي نهاية المطاف صدرت هذه الوثيقة، وأظن أنها وثيقة جديرة بأن يفتخر بها المجلس الوطني السوري؛ لأنه قدّم إنجازًا، وتجاوز الكثير من المسائل التي كنا نعتقد أنَّها من المحرمات. وهذه الوثيقة نفسها هي التي كانت أساسًا لانضمام المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف [الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية] (انضمّ المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف الوطني في أيلول/ سبتمبر 2013 – المحرر).

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/26

الموضوع الرئیس

الحراك الكردي في سوريةالحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/88-08/

رقم المقطع

08

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011-2012

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

المجلس الوطني الكردي

المجلس الوطني الكردي

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

حزب العمال الكردستاني

حزب العمال الكردستاني

تيار المستقبل الكردي - مشعل تمو

تيار المستقبل الكردي - مشعل تمو

الشهادات المرتبطة